لم تخل الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي من الإثارة باستضافة الممثل الأمريكي الشهير ريتشارد جير المعروف بآرائه السياسية، والفرنسية وجوليت بينوش الحائزة على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان “كان” الماضي. الإثارة بدأت في حفل افتتاح المهرجان الذي تحول كالعادة إلى استعراض لملابس الفنانات المصريات اللاتي يتنافسن في الظهور في أبهى صورة أمام ضيوف المهرجان الأجانب، وغاب عن حفل الافتتاح نجوم الصف الأول من الشباب واقتصر الحضور على نجوم الثمانينيات والتسعينيات خاصةً ان الدورة الحالية كرّمت الفنانتين ليلي علوي وصفية العمري واحتفت بتجربة مدير التصوير المصري فؤاد سعيد والممثل الشاب خالد عبدالله وخلال حفل الافتتاح أعلن عزت أبو عوف رئيس المهرجان إهداء الدورة الحالية إلى الفنانين الراحلين محمود المليجي وأمينة رزق. وأقيم مؤتمر صحافي لضيف المهرجان ريتشارد جير وتأخر بدئه لمدة ربع ساعة بسبب زحام أمام الفندق، وقال جير ردًا على سؤال حول موقفه كأمريكي من الحرب على العراق: معظم الأمريكيين تأثروا بما يحدث في العراق ورفضوا تلك الحرب فقد كانت تراجيدية من كل النواحي وتأذى منها الجميع وكلما سحبنا قواتنا منها بشكل أسرع كان ذلك أفضل لكنني أشعر بحزن شديد لأن الولاياتالمتحدة كانت جزءًا مما حدث. وأضاف جير: لم أقلق من زيارة القاهرة ولم تكن الزيارة الأولى لى هنا والحال نفسه عندما دُعيت لزيارة رام الله رغم تحذير اصدقائي ومسؤولين لأنه كان هناك حظر تجول في رام الله في توقيت الدعوة لكني لم أهتم وصممت على الزيارة، والتقيت بالكثير من الأشخاص فى رام الله ووجدت الفلسطينيين طيبين للغاية. من جانبها كانت الفنانة الفرنسية جولييت بينوش أكثر دبلوماسية خلال مؤتمرها الصحافي عندما سُئلت عن فيلمها الأخير “نسخة مطبوعة” فقالت: أقدم الأفلام وفقًا لموضوعها الجيد فنيًا دون أن أنحاز لموضوع سياسي محدد وذلك كان سبب إعجابي بسيناريو الفيلم وتقديمه مع المخرج الإيرانى عباس كياروستامي فالهدف كان إنسانيًا والدور اخترته بعناية لأنه يطرح قضية معاناة المرأة الإيرانية وكنت أدرك أن هناك صعوبات فالدور يتطلب أن أسافر إلى إيران لأتعرّف على وضعية المرأة هناك كما أن طهران كانت تمر بالكثير من المشكلات وأنا أتعرض لقضية حساسة بالنسبة للمجتمع الإيراني وذهبنا إلى أصفهان وتحركت بكل حرية وراحة وتبادلنا الحوار مع الآخرين. أما الممثل المصري المقيم بأمريكا خالد عبدالله فأوضح أن تجربته أثمرت عن ثلاثة أفلام برع خلالها في تجسيد الشخصية العربية وقال: حاولت التغلب على نظرة الغرب للعرب ورفضت عدة أدوار في أفلام عالمية تحاول الإساءة للعرب والمسلمين ولكن عندما يعرض على دور عربي أجده فرصة للتعبير عن حقيقة العرب البعيدة عن الإرهاب وتقديمها بشكل إنساني ومنطقي. هذا وكانت الانتخابات البرلمانية المصرية قد سحبت الأضواء من مهرجان القاهرة السينمائي الذي افتتح يوم الإعلان عن أسماء الفائزين بمقاعد البرلمان، ورغم المحاولات الدؤوبة لاستعادة المهرجان عافيته ومن بينها اختيار فيلم المخرج البريطانى مايك لي “عام آخر” للافتتاح إلا أنه لم يحضر العرض سوى 15 فردًا فقط وغاب عنه نجوم الشباب السينمائيين ولم يحضره إلا أبطال أفلام الثمانينيات وفي مقدمتهم عمر الشريف الذي شارك في تقديم حفل الافتتاح الى جانب النجوم العالميين ريتشارد جير وجولييت بينوش والكورية يون هي. وبدأت المراسم باستعراض فرعوني راقص ثم توالت الفقرات بتقديم الممثل المصري آسر ياسين والممثلة أروى جودة. وفي اليوم الثاني نظم المهرجان مؤتمران صحافيان كان أولهما للنجمة الفرنسية جولييت بينوش التي تحدثت عن مشوارها السينمائي وعن إمكانية عملها مع مخرج مصري أو عربي بشرط أن يكون العمل له رؤية وهدف. كما نُظم مؤتمر صحافي للأمريكي ريتشارد جير أوضح فيه أنه لاقى استقبالًا حارًا وأن المصريين يتمتعون بدفء المشاعر وأنه جاء إلى القاهرة مع زوجته وابنه للاستمتاع. وحول سبب عدم تقديم هوليوود لأفلام كثيرة عن الفراعنة، قال جير ساخرًا: وهل تقدمون أنتم أفلامًا عن الفراعنة.. إذا فعلتم ذلك سنفعل نحن.