إن تطبيق الفلسفة الإسلامية فى الثروات والأموال وإقامة النظام الاجتماعى الاسلامى كنظام بديل مرهون بتحقيق عدد من الشروط والمقدمات التى هى جزء من مشروع النهضة الاسلامية وفى مقدمتها: 1- الوعى الاسلامى لدى أهل العلم وصناع القرار بأن النظام الاسلامى فى الثروات والاموال ليس هو الرأسمالية حتى ولو جملها البعض بعدد من المواعظ والمأثورات! 2- ضرورة تحويل العالم الاسلامى إلى كتلة اقتصادية وسوق اسلامية يطبق فيها النظام النموذج لتتحقق مميزاته فى اطار الحضارة الاسلامية أولاً ويكون بعد ذلك مثالاً وقدوة للآخرين. 3- لأن خيرية المقاصد مرهونة بخيرية الوسائل والآليات فعلى أثرياء المسلمين أن يوظفوا الاموال الاسلامية حصرًا فى تنمية عالم الاسلام.. وعلى فقهاء الأمة أن يعلنوا تحريم الاستثمار المالى الاسلامى خارج الأرض الاسلامية طالما كانت هناك ضرورة أو حاجة أو مصلحة فى استثماره بدار الاسلام . 4- على أهل الفكر والعلم وصناع القرار إحياء زكاة الركاز 20% من قيمة الثروات المركوزة فى الارض وأغلب ثروات عالم الاسلام مركوزة فى الارض من الفحم حتى اليورانيوم وذلك لاقامة صندوق التنمية الاسلامى الذى تم بواسطته تنمية المجتمعات الإسلامية واقامة فريضة العدل بين الامة وفق فلسفة الاسلام والاموال. وعندما تتحقق هذه الشروط والمقترحات وعندئدٍ فقط نكون نحن المسلمين قد وعينا قيمة الجانب الاقتصادى والاجتماعى فى الاسلام وفلسفة الاسلام فى الثروات والاموال القائمة على نظرية الاستخلاف والمتميزة عن الرأسمالية وعن الشيوعية كليهما.. ونكون قد وضعنا هذه الفلسفة المالية الاسلامية فى الممارسة والتطبيق ولينظر الآخرون وبعد ذلك فى هذا النظام الاسلامى كبديل متميز ومتكامل ومستقل عن الرأسمالية المتوحشة وليس كقطعة غيار لتحريك الركود الراسمالى او اعلان اغراء لجذب الفوائض النقدية الاسلامية وتوظيفها تحت شعارات اسلامية لانقاذ الرأسمالية الغربية من الكساد الذى سقطت فيه! لقد أفلست الرأسمالية المتوحشة حتى حسبها كهنتها نهاية التاريخ وها هي باليات تريد تعميم افلاسها ومأزقها على العالمين !. وها هم عقلاء الغرب الباحثون عن الحل والإنقاذ الخلاص يجهرون بأن هذا هو الحل فى القرآن والاسلام وفى نظام الصيرفة الاسلامى وفي مبدئه المقدس “والمال لا ينتج المال” حتى لقد دافع الفاتيكان عن بريق الصيرفة الاسلامية وحذر من ربط البعض بينها وبين الارهاب وحتى لقد كتبت محلات غربية رصينة عن حاجة الغرب الذى يعيش أزمة مالية توشك أن تكون مقصلة القرن الواحد والعشرين، حاجتهم إلى أن يقرأوا القرآن أكثر من القراءة فى تعليمات البابوية. الأمر الذى يفتح الابواب أمام العقل الاسلامى وامام القرار الاسلامى والفعل الاسلامى ليكونوا على مستوى الحضور المطلوب فتقدم طوق النجاة للعالم وانما الاسلامى أولاً وللعالم الخارجى بعد ذلك وتقيم الدليل المادى على أن قرآننا الكريم واسلامنا الحنيف ورسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم انما كانوا ولا يزالون ويظلون هدى للعالمين ونور للعالمين ورحمة للعالمين. إن التحدى الذى نرجو للعقل المسلم ان ينجح فيه هو المدخل لتحطيم اغلال الرق المالى عن رقاب الانسانية وتحرير العالم من الرأسمالية المتوحشة التى تؤذن أزمتها الراهنة وتهدد بخراب العالمين وصدق الله العظيم حين يقول: (هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) التوبة : 33 وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد حفظ دينه فإن اقامة هذا الدين هى وظيفة المؤمنين به الذين يجب أن يقيموا نظامه فى أنفسهم وديارهم ويظهروا هذا النظام على النظم التي أصابها الافلاس؟