استطاع شاب أسترالي مع مجموعة من أحرار العالم أن يكشفوا عن أكبر فضيحة في العالم ارتكبتها الدولة العظمى. إن نشر موقع ويكيليكس لآلاف الوثائق التي تعري الوحشية الأمريكية التي ارتكبتها ضد أفغانستان والعراق أكبر تحد “أخلاقي” يواجه الدولة العظمى التي تأسست على قيم العدل والحرية والمساواة. لجأ الجناة من اليمين الأمريكي المتطرف على “تبييض” الفظائع التي ارتكبتها الآلة الوحشية الأمريكية ضد الملايين في أفغانستان والعراق من الفسفور المخصب في الفلوجة أو استخدام طائرات ال “بي ففتي تو” التي تمسح الأرض بما عليها بأطنان القنابل على رؤوس المدنيين ولعبة قتل عشرات المدنيين بمدافع الطائرات بتسميات تلطيفية مثل “حرب تطهير” و“ضربات علاجية” ضد متوحشين همج وبرابرة!، وحرصوا على منع وسائل الإعلام من تغطية الأحداث خارج إطار الرقابة الأمريكية في سبيل عرض وجهة نظر القوي المحتل دون اعتبار للحقيقة. ويحذر العالم الأمريكي تشومسكي من تضليل الجماهير، بقوله: “إن المدافعين عن أي قوة إمبريالية يقولون الشيء نفسه: إن ما نقوم به هو في صالح السكان المحليين البرابرة!”. لكل دولة أو حضارة في العالم أسس قامت عليها ومبادئ حافظت على كيانها، ويُعد “الآباء المؤسسون” للولايات المتحدةالأمريكية هم من وضعوا هذه الأسس التي كان لها أكبر الأثر على استمرار هذه الدولة وتطورها.. إن القيم الأساسية لهذه الدولة القائمة على الديمقراطية والفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والقضائية والتشريعية في سبيل الحفاظ على استقلالية كل سلطة وعدم تغول إحداها على الأخرى بما يحفظ العدالة والحرية للمواطن في النهاية. هذه الأسس بدأت تهتز بشكل واضح أمام الحجب المعلوماتي الذي يتعارض مع ما يتغنى به الأمريكيون “التعديل الأول” للدستور الذي ينص على حرية التعبير. هذه المثل والمبادئ الرائعة التي طالما تغنى بها المخدوعون ببلاد “المبادئ وحقوق الإنسان”، بدأت تتهاوى مع الهجوم الهمجي على دولة أفغانستان وبعدها العراق.. إن الحرائق التي خلفها الاحتلال لتلك المبادئ والمثل هي مسمار في نعش تلك الحضارة ..وما المنع والاتهام بالخيانة العظمى الذي تمارسه الإدارة الأمريكية أمام مبدأ (حرية التعبير) بجبروتها وغطرستها، ومعتمدة على القوة العضلية لعسكرها إلا بداية النهاية لهذه الامبراطورية المتبطرة، إلا دليل على الدرك والتخبط الذي وصلت له الإدارة الأمريكية.. التي باتت تلون الحقائق وتستخدم كل أدوات الضغط لإرهاب كل من يعلن رأيًا أو حقيقة ولو كان على موقع إنترنت أو في برنامج إذاعي أو تلفزيوني. إن ضرب المبادئ والقيم أشد خطورة من ضرب المدن وإحراقها -فضلا عن الجمع بين السوأتين- لأنه عندها وعندها فقط.. ستتهاوى منظومة الحضارة كقطع الدومنو شيئا فشيئا.. لأن ما يفعلونه سيكون خيانة لمبدأ وأساس الحضارة التي التف حولها أبناء الأمة “العظمى”. [email protected]