صرح وزير الداخلية التركي بشير اتالاي في رد عن سؤال من هم المستفيدون من ترسيبات موقع «ويكيليكس» أجاب بأن الدولة المستفيدة من مثل هذه التسريبات هي إسرائيل حيث إنها لم تذكر كثيراً (الحياة، 27 ذو الحجة، 1431ه)، ولكن الغريب في الأمر أن «جوليان أسانج» ناشر موقع التسريبات المثيرة للجدل هو مختبئ في بريطانيا وبالتحديد في شرق إنجلترا. * ولعل الحماية المؤقتة أو الدائمة التي منحتها حكومة المحافظين – والأحرار في بريطانيا ل «أسانج» تذكر بمفارقة عجيبة وهو أنه في صيف عام 1987م استنفرت أجهزة الجمارك في المطارات والموانئ البريطانية وبدأت عملية تفتيش لا مثيل لها للقادمين وخاصة من أمريكا – فقد خرجت بريطانيا كما يذكر الكاتب «عماد القسوس» عن وقارها المزعوم وديمقراطيتها المعروفة لتشن حملة لاصطياد كتاب عنوانه: «صائد الجواسيس» والذي كتبه من موقع إقامته في كندا ضابط المخابرات البريطانية السابق بيتر رايت Peter Wright، فلقد كلفت رئيسة الوزراء آنذاك – مارجريت تاتشر- وزير التجارة والصناعة في حقبتها الثانية «ديفيد ينغ» وكان من ضمن وزرائها ذي الجذور اليهودية بحكم تمثيلها لدائرة ذات أغلبية يهودية تدعى فنشلي Finchley. * أما سبب غضبة تاتشر من «رايت» ومحاولة جلبه للقضاء البريطاني فهو أن الكتاب يتحدث باستفاضة عن العملاء الذين زرعتهم أجهزة المخابرات السوفيتية داخل جهاز المخابرات البريطانية وهم: كيم فيلبي، بيرغس، ماكلين، وديفيد بلنت، وقام الأخير بتجنيد مواطن أمريكي يدعى «ميشيل وينتي ستريت» أو ما عرف في الأدبيات السياسية البريطانية بحلقة كيمبردج، ويتحدث كتاب «رايت» كذلك أنه مع بداية أزمة السويس سنة 1956م، قامت أجهزة المخابرات البريطانية بمحاولة فاشلة لاغتيال بعض الزعماء العرب وذلك باستخدام غاز الأعصاب، كما كشف «رايت» تورط أجهزة المخابرات السوفيتية في اغتيال زعيم حزب العمال «هيوجيتسكيل» سنة 1963م، لقد مثل كتاب «رايت» بداية نهاية الحرب الباردة، فهل تمثل تسريبات ناشر ويكيليكس بداية لمرحلة جديدة في علاقات أمريكا بالعالم في ظل صعود قوى جديدة ومؤثرة..؟!.