قسّم مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي أمس، العلاقات الخليجية - الإيرانية إلى قسمين، قائلا: يمكن أن نصف العلاقات الخليجية - الإيرانية من الجانب الخليجي بال “جيدة”، وأنها تتمسك بأسس حسن الجوار وعدم التهديد أو استعراض القوة. أما من الجانب الإيراني فنجدها مختلفة، خاصة في ظل استمرار تمسكها باحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبوموسى)، وكذلك رفضها الاستجابة للمطالبة الخليجية بالتوصل إلى حل سلمي مناسب لهذه القضية، إضافة إلى سعيها لتصدير الثورة والتدخل بالشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة، وإثارة النزعة الفارسية للخليج. ورأى السويدي في حديث هاتفي مع “المدينة” أمس، أن المبادرة العربية التي تقدمت بها المملكة وتبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م، هي الحل الأمثل للصراع العربي - الإسرائيلي، مطالبا إسرائيل بالتخلي عن استراتيجية «إدارة الصراع»، وأن تستجيب إلى متطلبات السلام والعيش الآمن وتعترف بالحقوق الفلسطينية التاريخية، وقال: إن هذا الأمر يفرض على المسؤولين الإسرائيليين ومن خلفهم الإدارة الأمريكية الإجابة عن سؤال هام واضح ومحدد: هل هم جادون حقا، فكرا وفعلا، في التوصل لحل سلمي ونهائي للصراع؟ فإذا كانت الإجابة نعم، فعليهم المضي قدما نحو الحل وفق سقف زمني واضح وقيود تضمن توافر العدالة وحصول الجميع على حقوقهم وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية. وعن العلاقات الخليجية - الخليجية الراهنة، وصف الدكتور جمال السويدي تلك العلاقات ب «العادية»، وقال إنها لا تواجه أزمة، بيد أنها لم تصل إلى حد الاتفاق الكامل على مختلف الملفات المثارة، كما أنها لم تحقق الاختراق المأمول في الاندماج والتكامل، فلا يزال هناك تباين في وجهات النظر والاختلاف في الرؤى والتوجهات -بحسب قوله-. وعن القمة الخليجية ال 31 التي تستضيفها أبوظبي اليوم، قال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: إن القمة تنعقد وسط ظروف معقدة ومضطربة للغاية إقليميا ودوليا، حيث الانسداد في ملفات كثيرة مثل الوضع النووي الإيراني الذي ينذر بتداعيات خطيرة، ومفاوضات السلام على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، والوضع السياسي والأمني في كل من العراق وأفغانستان لا يزال يراوح مكانه من حالة الفوضى وعدم الاستقرار، أما اليمن فيواجه صراعات داخلية تحاول تقويض الدولة، وكذلك الحال في السودان والصومال ولبنان. وأضاف: من المأمول أن تتفق هذه القمة على مواقف حاسمة لإيجاد صيغة لحل ما يمكن من القضايا، خاصة أن الولاياتالمتحدة تعيد حساباتها الخارجية وتعمل اليوم جزئيا وفق استراتيجية «مونرو» التي تدعو واشنطن لحل مشكلاتها الداخلية أولًا. وأكد السويدي أن القمم الخليجية، أثبتت دوما قدرتها على مواجهة التحديات والمخاطر الإقليمية والدولية، واستطاعت أن تعالج بحكمة وتتعامل بمرونة وواقعية مع كثير من التعقيدات التي تؤثر بالبيئة الإقليمية، لذلك فإنني على يقين من أن قمة أبو ظبي ستكون متوازنة وحاسمة في اتخاذ مواقف تضمن حماية مصالح شعب الخليج وتقضي على الطائفية والمذهبية وتحافظ على الاستقرار والسلام في المنطقة وتسهم في استمرار مسيرة التنمية والتقدم. وعن الأثر الذي تركته القمم الخليجية السابقة على شعوبها بعد مضي أكثر من ربع قرن على التعاون الخليجي، قال: إن الدور الذي قامت به القمم الخليجية في الحفاظ على التماسك بين شعوب دول مجلس التعاون ودعم العلاقات البينية أمر يصعب إنكاره، وأن التلاحم والترابط بين زعماء دول مجلس التعاون في وقت الأزمات قد أتى بثماره وحافظ على المكاسب والإنجازات التي تحققت حتى اليوم لصالح المجتمع الخليجي. وأضاف: الأثر الذي تركته القمم السابقة وإن كان بطيئًا، فقد أدى إلى مزيد من الترابط بين شعوب دول المجلس.