أعرب عدد من زوّار معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي تستضيفه حالياً مؤسسة «كاشيا» في مدينة برشلونة بأسبانيا بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن إعجابهم بما يضمه المعرض من قطع ومقتنيات ذات قيمة تاريخية كبيرة تكشف عن حضارة ضاربة في القدم تمتد إلى آلاف السنين، مؤكدين أن هذه الكنوز والقطع الأثرية برهنت على حضارة حقيقية وعمق تاريخي للمملكة. وأشاروا إلى أن المعرض يقدم عملا متخصصاً وراقياً يتميز بحسن التنظيم ويعرّف بالمملكة والجزيرة العربية التي لا يعلم كثير من الغربيين أنها كانت مركز التواصل بين الحضارات وملتقى ثقافات عدة على مر العصور، مطالبين بتوفير الكتب والإصدارات التي تقدم معلومات عن السعودية بعدما شوّقهم هذا المعرض إلى معرفة كل شيء عنها. «إلسا فرنانديز» إحدى زائرات المعرض لم تتوقع أن يحوي معرض عن المملكة كل هذه الكنوز الأثرية، وقالت: أعمل فنانة تشكيلية لذا اهتم بزيارة مثل هذه المعارض وهذه أول مرة أرى شيئا عن السعودية ولقد أعجبت جداً بالمعرض خاصة الشواهد المرتبطة بمراحل التاريخ والتي تتميّز بالوضوح وتهمني في نطاق عملي وكذلك الحجارة المنقوشة بالكتابات وشواهد القبور والنقوش والمخطوطات الدينية. مشيرة إلى أنها بعد مشاهدة المعرض تسعى إلى الحصول على كتالوج أو كتيب تاريخي يرشدها إلى كل شيء عن السعودية. فيما أشار الفونسو كاريمبو (طبيب أسباني) إلى أنه على رغم عدم تخصّصه في الآثار إلا انه حرص على زيارة المعرض والتعرّف على الثقافة والحضارة السعودية عن كثب، مرجعاً سبب هذا الاهتمام إلى أن المملكة بالنسبة له منطقة مجهولة لا يعرف عنها الكثير ولم تكن لديه فكرة كافية قبل المعرض عن المملكة وتاريخها، وبالفعل تبيّن له أن تاريخ المملكة أقدم بكثير مما توقع. ولفت إلى أن أكثر القطع التي جذبت انتباهه هي السيراميك والفخار التي عرضت بالمعرض وآثار ما قبل التاريخ البشري إضافة إلى الآنية المنزلية والأواني المطبخية والخزف والمعادن مثل البرونز. وأبدى إيميلو راموس الذي كان بمعية أسرته داخل المعرض إعجابه بالحجارة المنقوشة بالخط العربي وآثار الألفية الثالثة والرابعة قبل الميلاد وقال: «المعرض رائع ويتميز بالزخم الكبير وشدتني درجة المحافظة على هذه الآثار وطريقة عرضها، وعموماً المعرض يقدم عملا متخصصا راقيا يؤرخ لفترات هامة من التاريخ الإنساني ولقد حرصت على اصطحاب أسرتي إلى المعرض بعدما قرأت عنه في وسائل الإعلام خاصة أن لدي بعض المعلومات عن السعودية والكثير من الدول العربية الأخرى كسوريا والأردن والمغرب. فيما تطرقت زوجته السيدة أمايما راموس إلى أن المعرض غيّر الصورة النمطية المرسومة في مخيلتها عن المملكة من كونها أرض صحراوية بعيدة عن الحضارة إلا أن هذه الكنوز والقطع الأثرية برهنت على حضارة حقيقية وعمق تاريخي للمملكة، مؤكدة إعجابها بالمجوهرات والحُلي وكذلك قطع السيراميك التي ضمها المعرض. أما ابنتهما ماريا والتي تبلغ من العمر ثماني سنوات فقالت: أدرس في الصف الثالث الابتدائي وأعجبت جداً بالمعرض خاصة الرسومات والكتابات التي توجد على كثير من القطع وسأكتب في مدرستي عن هذا المعرض وكيف أنه جميل جداً وسأدعو أصدقائي إلى زيارته. وقال خيمي امفيسكو (متقاعد): تعجبني كثيراً الثقافة العربية ولدي معلومات جيدة عن بعض الدول العربية إلا أن معلوماتي عن السعودية كانت قليلة ولكن بعد زيارتي للمعرض اتسعت دائرة معلوماتي عن المملكة وقد أبهرني العديد من القطع خاصة شواهد وقطع ما قبل التاريخ والتقنيات البرونزية والنحتية والزجاج وقد أضاف هذا المعرض لمعلوماتي جديداً تمثل في إدراكي لتعاقب الحضارات على المملكة واختلاف طريقة اللغة. لم يخلُ معرض روائع الآثار السعودية ببرشلونة من وجود زوار متخصصين كما كان الحال مع خافيير برافو الفني والمتخصص في الثقافة والمتاحف والذي كان يزور المعرض بعدما تم الإعلان عنه مباشرة حيث قال: تصلني بشكل دوري معلومات عن المتاحف ولقد كنت أتابع المعرض عندما كان مقاما بمتحف اللوفر الفرنسي وسعدت عندما علمت بانتقاله إلى برشلونة ولديّ معلومات كثيرة عن المملكة من خلال اشتراكي بإحدى المجلات المتخصصة وكذلك من خلال المعرض الذي تقيمه السفارة في منطقة المعارض كل عدة سنوات ومن هذه المعلومات أن المملكة كانت محطة هامة وحلقة وصل للتجارة بين آسيا وأفريقيا. وعن المعروضات التي حظيت بإعجابه، يقول: لا أستطيع تحديد شيء معين دون غيره في المعرض فكل القطع تتميّز بخصائص متفردة ومنها ما يشير إلى حضارات قديمة كالحضارة النبطية ولكن المعرض يتميز عموما بالتنظيم الدقيق وجودة العرض ما يجعلني أتوقع أن يحظى بنسب إقبال عالية.