يبدو أن الجولة المقبلة من انتخابات الاعادة لاختيار اعضاء مجلس الشعب المصري والتي تجري غدا ستكون المنافسة فيها محصورة على مرشحي الحزب الوطني (الحاكم) فقط وعدد من المستقلين لايزيد عن 15% من إجمالي المرشحين بعد ان اعلن حزب الوفد رسميا انسحابه من جولة الاعادة بعد أن أسفرت الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب عن سقوط مدو لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة كما نالت احزاب المعارضة هزيمة غير متوقعة بحصولها على 6 مقاعد فقط من إجمالي مرشحيها البالغ 528 مرشحاً. وعلى الجانب الآخر احتفظ الحزب الوطني بأغلبيته الكاسحة في برلمان 2010 بينما خرج 12 حزباً من المعركة بدون أي مقعد أو مشاركة في انتخابات الإعادة. وبينما عقدت أمانات الحزب الوطني بالمحافظات أمس اجتماعات ولقاءات مع مرشحي الحزب الوطني في الدوائر التي تجري فيها جولة انتخابات الاعادة ب مجلس الشعب 2010غدا ، أعلن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد في حضور أعضاء المكتب التنفيذي انسحاب حزب الوفد من انتخابات جولة انتخابات الاعادة اعتراضاً على ما شهدته انتخابات مصر لمجلس الشعب 2010 الأحد الماضي من أعمال عنف وبلطجة وتزوير ضد مرشحي الحزب. قال البدوي في بيان للحزب ان المكتب التنفيذي قرر في اجتماعه الذي استمر 3 ساعات ونصف الساعة الانسحاب من الانتخابات المصرية بعد مناقشات مستفيضة حيث تم اجراء عملية تصويت بين أعضاء المكتب التنفيذي على قرار الانسحاب من انتخابات مجلس الشعب 2010 حيث صوت للانسحاب 13 عضواً بالمكتب مقابل عضو واحد.. وأكد البدوي أن الوفد سيتخذ جميع الاجراءات القانونية والدستورية لإسقاط مجلس الشعب القادم. وفي المقابل -أعرب الحزب الوطني الديمقراطي عن أسفه لانسحاب حزب الوفد من جولة انتخابات الاعادة، وقال بيان للوطني إن ما صدر في بيان حزب الوفد من مبررات هي مرسلة وباطلة بهدف تبرير نتائج الانتخابات الصادمة التي عبرت عنها صناديق الانتخاب. ورفض بيان الوطني الاتهامات الباطلة الموجهة للحزب والتي تخرج عن سياق قيم الديمقراطية والرؤية الصحيحة والسليمة لواقع النتائج الانتخابية. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى بالحزب الوطني : إن قرار الانسحاب من جانب الوفد يعبر عن ضغوط الفاشلين في جولة انتخابات مجلس الشعب 2010 الأحد الماضي وهو قرار لا يعبر عن رؤية قانونية صحيحة وناتج عن انفعال سياسي تحت ضغوط الفاشلين. وقالت المصادر إن الحزب الوطني يتحدي أن يكون أي من مرشحي الوفد قد تعرض لأي نوع من العنف في الدوائر التي خاض فيها الحزب الانتخابات المصرية.. لكن الوفد طرح في هذه الانتخابات عناصر لاتعبر عن عراقة هذا الحزب الكبير.. وأشار البيان الى أن قرار حزب الوفد لايحظى بإجماع داخلي بما يؤكد حالة الشقاق نتيجة التقديرات غير الصحيحة. وركزت الصحف المصرية الصادرة امس على اعلان حزب الوفد رسميا انسحابه من الانتخابات في حين اشارت الصحف المستقلة والمعارضة الى انه بعد انسحاب الوفد والاخوان المسلمين ابرز قوى المعارضة المصرية، فإن برلمان 2010 سيكون «برلمان حزب وطني بامتياز». وجاء عنوان صحيفة الوفد «الانحياز الى تراث الوفد وثوابته» وقالت ان بيان اعلان الحزب انسحابه من الانتخابات «اكد اختيار الحزب الطريق الصعب والانحياز لحزب الوفد وتراثه وثوابته واختيار الانسحاب لاننا مع الشعب وليس مع المجلس المزور». وعنونت صحيفة الدستور (مستقلة) «يوم تاريخي انسحاب الوفد من الانتخابات». وكتب سليمان جودة في الصحيفة ذاتها «لسنا في حاجة الى الانتظار ليوم الاحد المقبل (..) لنبارك للحزب الوطني استحواذه على مجلس الشعب الجديد (..) سوف يظل برلمان 2010 الذي يتشكل الان برلمان حزب وطني بامتياز». وعنونت صحيفة الشروق (مستقلة) «الوفد يقرر الانحساب من الانتخابات وملاحقة المجلس الجديد لاثبات بطلانه». في المقابل ركزت الصحف الحكومية بشكل خاص على استمرار مشاركة حزب التجمع (يسار) في الانتخابات واشارت بشيء من الاسف الى انسحاب حزب الوفد الذي عزته الى «ضعف» احزاب المعارضة القانونية وليس الى «بعض الاخطاء» التي شهدتها الجولة الاولى. وعنونت صحيفة الاخبار «الوفد انسحب من الاعادة والوطني يأسف والتجمع اعلن استمراره». وكتبت في افتتاحيتها انه «رغم الاخطاء والمخالفات التي وقعت في بعض الدوائر» فإن «المؤسسات الرسمية كان لديها الارادة والتصميم على توفير قدر كبير من الشفافية» للانتخابات، لكن ذلك لا يمنع «من القول بأن هناك تواجدا ضعيفا لاحزاب المعارضة على الساحة السياسية وفي الشارع السياسي». وتحت عنوان «كنا نتمنى استمرار الوفد» كتبت صحيفة الجمهورية في افتتاحيتها «اننا نتمنى ان يستمر نواب الوفد الناجحون في البرلمان حتى لو غيروا صفتهم الى مستقلين». واضافت ان «الانسحاب بدون تقديم ادلة وبراهين على التزوير (..) حركة مسرحية ستضر بالحزب اكثر مما تنفعه واذا كان في حوزتهم ادلة على التزوير فليسارعوا بكشفها والا فإن الناس ستنظر اليهم باعتبارهم حزبا اعلاميا». اما صحيفة الاهرام المسائي فقد عنونت «التجمع زعيما للمعارضة البرلمانية» مشيرة الى ان هذا الحزب سيصبح تقريبا الجهة المعارضة الوحيدة في البرلمان. وحصل التجمع على مقعد واحد في الجولة الاولى للانتخابات وسيخوض ستة من مرشحيه الجولة الثانية. وحصل الوفد على مقعدين في الدور الاول من الانتخابات التي اعلنت نتائجها ليل الثلاثاء الاربعاء. ويفترض ان يدخل دور الاعادة الاحد المقبل بتسعة مرشحين. ووفقا للنتائج النهائية للدور الاول التي اعلنت ليل الثلاثاء الاربعاء فمن بين المقاعد ال221 التي حسمت في الدور الاول (من اجمالي 508) نال الحزب الحاكم 209 اي ما نسبته 94,5 بالمئة.