رفضت مصر أمس الموقف الأمريكي الذي انتقد سير الانتخابات التشريعية المصرية معتبرة انه «تدخل غير مقبول في شؤون مصر الداخلية». وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان «عن رفضه لما ورد بالبيانين الصادرين عن البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية بشأن الانتخابات التشريعية باعتباره تدخلا غير مقبول في شؤون مصر الداخلية»، وأضاف انه «من المؤسف أن يتم إصدار هذه البيانات دون انتظار إعلان اللجنة الانتخابية النتائج النهائية للجولة الاولى» من الانتخابات التي جرت الأحد وأظهرت نتائجها التي أعلنت ليل الثلاثاء الأربعاء فوزا كاسحا للحزب الحاكم. وقال المتحدث إن «ذلك يكرس الانطباع بوجود مواقف امريكية سلبية ومسبقة من الانتخابات التشريعية المصرية". كما ابدى المتحدث المصري "الاستياء مما تضمنه كلا البيانين من مغالطات واضحة ومزاعم حول تقييد الحريات الاساسية والاعلامية خلال العملية الانتخابية وهو الامر الذي يتنافى مع ما شهدته الانتخابات من منافسة محتدمة وفرص متكافئة لكافة القوى السياسية»، بحسب البيان. ودعا المتحدث باسم الخارجية الى عدم اعطاء فرصة "للمتربصين بالعلاقات الوثيقة" بين البلدين. وكان البيت الابيض والخارجية الامريكي اعربا عن "خيبة امل" ازاء طريقة اجراء الانتخابات التشريعية في مصر، ووصفا ب "المثيرة للقلق" الانباء التي اشارت الى وقوع تزوير خلال هذه الانتخابات. وقالت وسائل إعلام حكومية مصرية أمس إن الحزب الحاكم في مصر يقترب من فوز كاسح بعد الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في حين حصلت أحزاب معارضة على عدد محدود للغاية من المقاعد، وكانت جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تسيطر على خمس المقاعد في مجلس الشعب المنتهية مدته قد قالت في وقت سابق إنها لم تفز بأي مقعد في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد لكنها قالت إن 26 من مرشحيها سيخوضون جولة الإعادة في الخامس من الشهر الجاري، وتقول الجماعة التي تخوض الانتخابات بمرشحين مستقلين للتحايل على الحظر المفروض على الأحزاب الدينية إنها ربما تنسحب الآن من السباق الانتخابي. ونشرت اللجنة العليا للانتخابات قائمة بالنتائج في موقعها على الانترنت، كما نشرت صحيفة الأخبار المملوكة للدولة النتائج التي أظهرت حصول الحزب الوطني على 209 مقاعد من بين 508 مقاعد من الجولة الأولى. وسيخوض الحزب جولة الإعادة على 275 مقعدا من بين 283 مقعدا تجري عليها الإعادة، وتجرى جولة الإعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الاصوات بالنسبة للمقاعد التي لم يحصل فيها أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات. وفي عدد كبير من المقاعد المطروحة لجولة الاعادة سيتنافس مرشحون من أعضاء الحزب الحاكم مع بعضهم البعض مما سيضمن حصول الحزب الحاكم على المقعد محل التنافس. وتقدم الحزب الوطني بعدد من المرشحين يفوق عدد المقاعد في خطوة قال مسؤول بالحزب إن من أسبابها تقليص فرصة جماعة الاخوان. وذكرت صحيفة الأخبار أن أحزاب المعارضة حصلت على خمسة مقاعد فقط في حين حصل المستقلون على سبعة مقاعد في الجولة الأولى، وفاز حزب الوفد بمقعدين وسيخوض جولة الإعادة على عدد من المقاعد. وكان هذا الحزب ثاني أكبر حزب معارض في مجلس الشعب بعد الاخوان المسلمين إذ كان يسيطر على 12 مقعدا. وحصل كل من ثلاثة أحزاب أخرى على مقعد واحد، وتابعت الصحيفة أن نتائج أربعة مقاعد ألغيت.