أكدت الأخصائية النفسية مها محمد الزوري أن أسباب عناد الطفل وعدائيته، وجنوحه للرفض الدائم والعصيان هي محاولة منه للفت الانتباه أو لمقابلة العناد بالعناد أو لمعاناته من حرمان عاطفي أو كبت، وأشارت إلى إن العناد لا يعتبر صفة سلبية دائماً، فالعنيد في كثير من الأحيان يكون مستقبلاً شخصا قياديا يمتلك الإرادة والتصميم لا يستطيع أحد أن يؤثر عليه، والعناد ماهو إلا ترجمان لما في دواخل الطفل. وحددت الفترة التي يبدأ فيها العناد الطبيعي من عمر سنتين إلى 5 سنوات، ويزول تدريجيا إذا عومل بطريقة صحيحة، أما في حالة الإهمال فإنه يتحول إلى شخصية عنيفة فاشلة ومنحرفة. وأوضحت الزوري أن الإساءة لمشاعر الطفل تصدر من أقرب الناس له وهم الآباء والأمهات والإخوان والأقارب، ولذلك شددت على الأمهات بالتعرف على أنفسهن إن كن عنيدات أم لا، ومعالجة ذلك أولا، فالطفل يضع الأم قدوة أولى له. وأكدت أن علاج تلك الحالات هو بالحب، فهو من أفضل أنواع العلاجات لكافة الأمراض النفسية والجسدية والعقلية، مضيفةً أن الاحتضان هي حاجة أساسية تولد للطفل الأمان والاستقرار، ويجب على الأم أن تفصل بين الطفل والسلوك الخاطئ ولا تربط بينهما، وأوضحت أن أسلوب التشجيع وإعطاء بعض المكافآت للسلوك الجيد بإستمرار من أهم أساليب التوجيه، مؤكدةً على ضرورة التواجد مع الطفل أثناء مشاهدة البرامج التلفزيونية لما تحويه من عنف كثير، وأشارت الزوري الى أن التجاهل الفعال “لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم”، والحرمان من الأمور البسيطة التي يحبها، إضافة الى جدول المراقبة السلوكية، كل ذلك يخفف السلوك السيئ تدريجياً لدى الطفل، وهو ما سيغيّر السلوك الى الأحسن تدريجياً.