«العِشرة الحلوة على الراس والعين.. خلي الليالي اللي مضت وايش رأيك في ها الحين”.. أحيانًا نتذكر كلمات بسيطة ورقيقة وجميلة.. ومهما مرت الأيام لا بد أن تكون في مخيلتك لإعجابك بكلماتها.. وحتى لو كانت ملحنة لحنا جميلا وأداء بصوت طربي جميل لا بد أن يزداد إعجابنا بها.. وهذه الكلمات (العِشرة الحلوة) ذكّرتنا بفنان ذو موهبة وحضور وصوت رائع تربّع على التواجد والمنافسة سنوات طوال إنه الفنان علي عبدالكريم كما يلقب بأبي نواف ومطرب الشباب.. هذا الفنان المحتجب كان دقيقًا في اختياراته وألحانه برغم ارتباطه بالأغنيات التراثية بشكل كبير ورغم انتشاره على المستوى المحلي والخليجي من خلال أغنية “بنلتقي” من أشعار فايق عبدالجليل رحمه الله والتي أثبتت أنه موهوب وملحن ويعشق الفن فنجحت هذه الأغنية بألحانه.. وعلي عبدالكريم كان حذرًا وبعيدًا عن الصحافة الفنية واللقاءات الإعلامية وعدم التعامل معها بشكل يرضي الصحافة.. حتى أعماله كان يتكتم عليها ولا يظهرها إلا في حينها.. وظهوره الأخير في مهرجان سوق عكاظ بالطائف مع رفيق دربه محمد عمر لم يحظ بأي هالة إعلامية وربما بسبب ابتعاده عن الساحة بصورة طويلة.. ورغم خبرته وأداءه الجميل فهو للحقيقة لا زال نجما. المهم أن علي عبدالكريم وعِشرته الحلوة مع جمهوره لا زالت شاغرة وهم يتذكرون هذه الكلمات التي قدمها من ألحان طاهر حسين والكلمات لا نعلم هل هي لطاهر أيضًا أو يوسف رجب فهؤلاء الثلاثي يوسف وطاهر وعلي هباش رحمه الله كانوا يمثلون دعمًا فنيًا لعلي وعلى الرغم أن علي أمتهن التجارة وودع الفن كما يقال إلا أنه لا يُنسى كفنان حقيقي وصوت وإمكانيات عالية وخبرة طويلة.. فهو لا يصلح إلا أن يكون فنان يمتع جمهوره الذي تعب من السؤال المستمر عنه: أين مطرب الشباب هل سيعود أم لا ويلبي نداء جمهوره المنتظر؟ لكن المعلومات تؤكد أن المحاولات جارية لإعادته إلى الساحة وتواجده بشكل مكثف كما كان وعمل ألبوم يكون بمثابة عودة قوية لعبدالكريم وخاصة من شعراء وملحنين كان سببًا في انتشار كلماتهم وتعريف الجمهور بهم إلا أنه لا يزال يرفض العودة واعتزال الفن بشكل نهائي والتفرغ لأعماله وحياته الخاصة مكتفيًا ب 25 عامًا في الغناء.