يسعي حزب الوفد أقدم الأحزاب المصرية لاستعادة دوره على الخارطة السياسية المصرية بعد انتخاب رئيسه الجديد السيد البدوي وبعد الضوء الأخضر من الحزب الوطني ليكون الوفد على رأس المعارضة بدلًا من جماعة الإخوان المحظورة. ورغم الانتقادات الشديدة لتراجع دور الوفد عن مكانته الطبيعية والتاريخية كأقدم حزب مصري إلا أن قيادات الحزب تسعى لأن يكون له دور على الساحة يتفق وتاريخه الطويل حيث أعلن فؤاد بدراوي نائب رئيس الوفد أن المرحلة المقبلة تشهد تحركًا مكثفًا بالمحافظات المختلفة لتنشيط العمل الحزبي باللجان العامة بالمحافظات المختلفة، وإعادة تفعيل دور لجان المراكز التابعة لها. ووصف بدراوي لجان مراكز المحافظات بالعمود الفقري للبناء التنظيمي الحزبي مشيرًا إلى أن هذه اللجان يلقى على عاتقها العبء الأساسي في تشكيل القواعد الحزبية والانتخابية بالقرى وتحريك الجماهير. وأكّد بدراوي أهمية التواصل بين القيادة المركزية للحزب وتشكيلاته التنظيمية باختلاف مستوياتها التي وصفها بالسلسلة يتصل بعضها بالبعض الآخر وقال: إن الوقت قد حان لإعادة النظر في التشكيلات التنظيمية وبناء هيكل تنظيمي متكامل للحزب يبدأ من القاعدة الحزبية بكل محافظة لإعادة دور الوفد الحقيقي. وقا: إن الحزب يعود إلى الحياة السياسية بقوة وأنه لا يقبل بدور تفصيلي له بقدر ما يسعى لاستعادة هيبته في الحياة السياسية المصرية، وقال: إن قرار خوض الانتخابات يؤكد إصرار الحزب علي استعادة مكانته السياسية والجماهيرية مشددًا على أن روحًا جديدة تدب في الحزب حيث بات حزب الوفد يتصدر المشهد السياسي الآن، بعدما نجحت الدعاية النشطة في الترويج للحزب باعتباره يعيش فترة بعث جديد وأهم تجلياتها ظهرت في حشد كل قوي الحزب لانتخابات مجلس الشعب المقبل حيث بلغت الميزانية المبدئية للانتخابات 12 مليون جنيه، بالإضافة إلى عدد مرشحي الحزب الذي سيزيد على 200 مرشح. إلا أن الدكتور وحيد عبدالمجيد عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ومدير مركز الأهرام للنشر والترجمة، كان أكثر صراحة حيث أكد أن حزب الوفد لم ولن يستطيع أن يقود المعارضة في مصر، وأن هناك اتجاهًا من النظام لإحلال أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزبا الوفد والتجمع محل جماعة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب المقبلة، تعويضًا عن النتائج التي حدثت في انتخابات 2005 الماضية التي حصدت فيها الجماعة 88 مقعدًا. ويري عبد المجيد أن الانتخابات البرلمانية 2010 في مصر هي إعادة إنتاج للانتخابات الأخرى التي سبقتها وبالتالي ليس بها جديد بما يتعلق بالهيكل العام لها منذ بداية التعددية المقيدة، ومعروف نتائجها سلفًا، وحتى في انتخابات 1984 كان حزب الوفد هو الذي يقود المعارضة، بل كان المعارضة الوحيدة، ومعه عدد قليل من جماعة الإخوان ولم يكن هناك أي تمثيل آخر سوى 50 وفديًا و8 إخوان، ومع ذلك لم يتغير شيئ، وسواءً كان الوفد يقود أو يقاد، فالانتخابات هي مجرد مسرحية، شأنها شأن كثير من مظاهر الحياة السياسية في مصر.