لأنكم كنتم -ولازلتم- يا خادم الحرمين الشريفين عنوانًا من عناوين الإباء، والشموخ، ورمزًا من رموز الشهامة والشجاعة والوفاء منذ بداية مسيرتكم المباركة.. ولأنكم يا خادم الحرمين الشريفين توارثتم المجد والاعتزاز من سلف صالح من آباء وأجداد.. تعلّمتم على أيديهم كيف يكون العطاء، وتتلمذتم على مبادئ الإسلام الحنيف.. وتربيتم على خُلق هذا الدِّين العظيم، فقد التفّت القلوب حول مقامكم الكريم، وأنزلتكم في المكانة التي تليق بفارس شجاع، حقق لشعبه الإنجازات الكبيرة، وواجه كل الصعوبات بإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين، فأوصل التعليم إلى كل شبر من ربوع مملكتنا الحبيبة، وبنى المدارس في كل البوادي والحواضر، إلى أن وصلت المملكة العربية السعودية إلى هذه المكانة التي يحق لكل سعودي.. بل لكل عربي ومسلم أن يفخر بها.. ويعتز بما حققته لشعبها من تقدم ورخاء.. ولأمتها من جهد وعمل.. وما احتلته على الساحة الدولية من احترام وتقدير.. شافاك الله أيُّها الملك الطيب الإنسان.. والقائد الذي زهد في الألقاب، فاستبدل بلقبه الرسمي لقب «خادم الحرمين الشريفين»، تقربًا وتواضعًا إلى الله عزوجل، ومَن تواضع لله رفعه. شافاك الله أيُّها الوالد الغالي، الساهر على مصلحة شعبه لتواصل مسيرة الخير والعطاء، مآثركم يا (أبا متعب) أكثر من أن نحصيها في كلمات، فتعاملكم العقلاني يا خادم الحرمين المجرد عن الهوى مع قضايا الأمة كان إحدى المميزات التي عرفها الجميع عن مقامكم الكريم، فكان الجميع يتبنى وجهة نظركم؛ لعلمهم أن ما تقولونه من سديد قول، أو رأي يهدف إلى صالح الأمة، وخير الإسلام والمسلمين، ووحدة الهدف، وتنسيق الخطوات، فيوافق عليها الجميع؛ لعلمهم أنها صادرة من نفس كريمة، لا تطمع إلا برضا الله سبحانه وتعالى. لقد حمدنا الله عزوجل، وشكرنا له فضله عندما علمنا بتحسن صحة مقامكم الكريم، إثر الإعلان عن إصابة مقامكم بمتاعب في الظهر، ودعونا رب العزة والجلال أن يتوّج حياة مقامكم الكريم بالصحة والعافية، وأن يمنّ عليكم بطول العمر؛ حتى تحققوا للأجيال القادمة كل الآمال التي تجيش في نفسكم الكبيرة.. سلامتكم يا (أبا متعب).. يا مَن تربت على أيديكم الكريمة الأجيال.. ويا مَن أضأتم ربوع أرض الوطن بالعلم والمعرفة.. وعندما حكمتم بالناس حكمتم بالعدل.. وناصرتم الحق.. وحاربتم الباطل.. ووقفتم في وجه الشدائد والمحن وقفة الرجال الفرسان... فذلّلتم التحديات، وخذلتم أصحاب نوايا السوء والعدوان، فنصركم الله في كل مواقفكم، وكان معكم في كل خطواتكم.. فالحمد لله العزيز الوهاب، الذي استجاب لدعاء المؤمنين في كل بقاع الأرض، وحقق لهم الرجاء.. لذلك فإننا يا خادم الحرمين نحمل لمقامكم الكريم مع دعائنا النابع من القلوب المؤمنة الصادقة الصافية.. دعوات الرجال، والنساء، والشيوخ، والأطفال من كل شبر في أرضنا العزيزة الطاهرة بالشفاء العاجل، وبدوام الصحة والعافية على مقامكم الكريم، فقد كنتم لنا الأمل والرجاء، وستظلون -بإذن الله- الرمز الذي يضيء جنبات النفوس، شافاكم الله وحماكم، والحمد لله على سلامتكم، والله يحفظكم ويرعاكم، ويكلأكم بعين رعايته، ويحقق على أيديكم الكريمة المزيد من الانتصارات والإنجازات لمملكتنا الغالية، وللأمة العربية والإسلامية.. فهد شباب الحربي - المدينة المنورة