على الرغم من الزحام الشديد الذى تشهده أسواق الملابس بجدة منذ بداية شهر ذي الحجة، وزادت حدته يومي (الأحد) و(الاثنين) الماضيين، فإن حركة المبيعات لم تسجل ارتفاعًا مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام الماضية وهو ما شكل صدمة كبيرة للتجار الذين لم يتوقعوا أن تكون نتائج مبيعاتهم مخيبة للآمال بهذا القدر الكبير الذى يهددهم بتحقيق خسائر فادحة يأتى على رأسها عجزهم عن سداد إيجارات محلاتهم. وتأتى قضية سرقة تصاميم الموديلات والافكار لتكلف التجار السعوديين أكثر من 800 مليون ريال خسائر سنويا يتكبدونها بسبب عدم حماية أفكارهم. ويرجع رئيس لجنة تجار الأقمشة والملابس الجاهزة في غرفة جدة محمد الشهري، أسباب هذا التراجع إلى انخفاض القوة الشرائية وارتفاع كلفة المعيشة، وهو ما حول الاهتمام بشراء ملابس العيد إلى أشياء ثانوية بالنسبة للمستهلكين، إضافة إلى كثرة الأسواق الخاصة ببيع الملابس التي لا تخضع لرقابة الأمانات والبلديات ووزارة التجارة في الغالب،سوى في أسواق الجملة التي تمتلئ بالمتطفلين والمتسترين أو في أسواق التجزئة، مؤكدًا حدوث تراجع كبير في مبيعات الملابس خلال الفترة التي سبقت أيام عيد الأضحى. وذكر الشهري أن جميع محال الملابس تعاني ركودًا في البيع رغم الزحام الذي تشهده الأسواق، ما سيؤثر في الأسواق عمومًا، إذ إن غالبية التجار سيواجهون صعوبة في دفع الإيجارات في حال بقاء السوق على ما هو عليه، إضافة إلى ارتفاع الإيجارات داخل المولات في السعودية. وأوضح أن بعض المستهلكين اتجه إلى الملابس الأقل جودة والأكثر ضررا صحيا لاستخدامها بسبب انخفاض أسعارها وبسبب عدم وجود قدرة مالية لديهم لشراء الملابس ذات الجودة والمواصفات العالية والماركات المعروفة. وتوقع أن تنتعش سوق الملابس مع بداية دخول فصل الصيف، مشيرًا إلى أن سوق الملابس واجهت ركودًا في مواسم الصيف ورمضان الماضيين، ولكن بشكل أقل مما هو عليه في الفترة الحالية، مضيفًا أن بيع الملابس في الماضي كان ينتعش خلال موسم الصيف وشهر رمضان، إضافة إلى عيد الأضحى، والآن أصبح موسم الصيف وشهر رمضان موسمًا واحدًا، إضافة إلى الانخفاض الحاصل في موسم عيد الأضحى، الذي جاء بعد موسم بدء الدراسة، وهو ما يصعب إمكان الشراء خلال هذا الموسم. حيث إنه يقدر حجم السوق بحوالى 1.5 مليار ريال سعودي، حيث تراجع السوق والقوة الشرائية بنسبة 30% من العام الماضي. وطالب رئيس لجنة الملابس والأقمشة بالغرفة وأعضاؤها الجهات المختصة النظر في سوق الجملة المعروف بأوقاف الباشا وباب مكة وكشف أسرار السوق السوداء الغامضة التي نطالب بفتح أو بفك هذه الشفرات المعقدة التي تدار بأيدي أشخاص غير نظاميين ومجهولين. (مثل أشخاص استوردوا إحرامات مغشوشة وباعوها إلى الحجاج مما سبب أضرارًا كبيرة على صحة الحجاج وكذلك أضرار على أمانة وسمعت التجار فى السوق السعودية أمام الحجيج. وكشف الشهري أن لجنة الملابس بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ستعقد اجتماعا هامًا نهاية الشهر الجاري لمناقشة برنامج حماية وهو البرنامج الذي سيحقق فى حماية ملكية أفكار التجار فى موديلاتهم التى يقوم بتنزيلها للسوق، مشيرًا إلى أنها تواجه دومًا التقليد وسرقة أفكار صناع سوق الملابس الحقيقة، موضحا أن هذا يحصل من قبل ضعفاء النفوس من العمالة الوافدة التى تسيطر على السوق المحلى للأسف، وكشف الشهري أن اللجنة ستطالب الجهات المسؤولة بوضع هذه التصماميم فى اطار الملكية الفكرية لأصحابها وتسهيل مهمة تسجيلها لدى حقوق الملكية بوزارة التجارة والاعلام حتى نواجه هذه الفئة التى تسرق افكارنا بأبخس الاثمان. وقال إن هذا يخسر التجار السعوديين أكثر من 800 مليون ريال سنويا، مؤكدًا أن اللجنة ستناقش دعم وتبنى حملة “كفاية إحراج”، التي تتبناها مجموعة من النساء بجدة لدعم سعودة محلات الملابس الداخلية، وأنشأوا موقعا للحملة على “الفيس بوك”. وأشار الشهري إلى أن بعض أعضاء الحملة تم ضمهم إلى لجنة الملابس الداخلية، موضحا أن الاجتماع القادم سيعمل على وضع أطر لمساندة هذه الحملة والعمل للوصول إلى مبتغاها، وختم تصريحه بأننا سنناقش اقامة معرض أزياء عالمي بجدة يكون على هامشه العديد من الندوات الخاصة بهذه الصناعة.