رفض مسؤول فلسطيني رفيع الربط بين تجميد الاستيطان وصفقة المساعدات الامنية الأمريكية لإسرائيل من أجل العودة إلى محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة، وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أمس: “من حيث المبدأ نحن نرفض الربط بين عملية تجميد الاستيطان وتقديم ضمانات أمنية أمريكية لإسرائيل.. العلاقة الاستراتيجية الامنية الامريكية الاسرائيلية لا علاقة لنا بها على الاطلاق”، وأضاف “الجانب الفلسطيني هو من بحاجة الى ضمانات أمنية وليس إسرائيل التي لديها كل هذا التفوق الامني في المنطقة”. وكانت وزارة الخارجية الامريكية ذكرت الجمعة أن الولاياتالمتحدة مستعدة لعرض ضمانات أمنية كتابية على إسرائيل إذا كان هذا سيساعد على استئناف محادثات السلام المتعثرة بالشرق الاوسط، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي.جيه. كراولي في إفادة صحفية: “نواصل مناقشاتنا مع الاسرائيليين. إذا كانت هناك حاجة لتقديم تفاهمات محددة كتابة فسنكون مستعدين لعمل هذا”. وينتظر الفلسطينيون ما ستسفر عنه المحادثات الامريكية الاسرائيلية للتوصل إلى صيغة نهائية لتجميد الاستيطان ثلاثة أشهر. وقال مسؤولون فلسطينيون إنهم سيدرسون هذا الاتفاق بعد تسلمه من الجانب الامريكي من أجل عرضه على القيادة الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية لاتخاذ موقف بشأنه. من جهة أخرى شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية الجمعة سلسلة غارات على أهداف في قطاع غزة مخلفة ستة جرحى بين الفلسطينيين، وذلك بعد اطلاق صواريخ وقذائف هاون على جنوب اسرائيل من القطاع. وذكر شهود عيان فلسطينيون أن الطائرات الحربية الاسرائيلية استهدفت منزلًا شرق دير البلح وأرضًا خلاء شرق مدينة خان يونس، بدوره أعلن الجيش الاسرائيلي شن ثلاث غارات جوية على قطاع غزة معتبرا ان “استهداف هذه المواقع الارهابية جاء ردا على طلاق صواريخ على بلدات جنوب اسرائيل في اليومين الماضيين”، وقالت قوات الدفاع الاسرائيلية في بيان: “إن عشر قذائف هاون وصاروخ جراد اطلقت الجمعة على اسرائيل من قطاع غزة” دون ان تسفر عن وقوع اصابات. وقال أدهم أبو سلمية المتحدث باسم الخدمات الطبية في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس إن :“أربعة جرحى بينهم امرأتان وصلوا إلى مستشفى شهداء الاقصى”، موضحا انهم “أصيبوا في غارة استهدفت منزلا في دير البلح وأن جروحهم تتراوح بين طفيفة ومتوسطة”. وأضاف ابو سلمية ان “فلسطينيا وطفلة أصيبا بجروح طفيفة في الغارة على خان يونس وتم نقلهما الى مستشفى ناصر”، وأوضح الجيش الاسرائيلي ان “الغارة قرب دير البلح استهدفت اثنين من الانفاق التي تحفر باتجاه الحدود مع جنوب إسرائيل”، لكنه لم يعط تفاصيل عن الغارة شرق مدينة خان يونس. وليل الجمعة، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارتين جويتين على الانفاق على الشريط الحدودي مع مصر من دون وقوع اصابات وفق مصادر امنية فلسطينية. وقال مصدر امني فلسطيني: “قصفت طائرات الاحتلال نفقين جنوب رفح بصواريخ عدة من دون ان تسفر عن وقوع اصابات”. وتأتي هذه الغارات بعيد اعلان الجيش الاسرائيلي عن سقوط صاروخ من نوع جراد صباح الجمعة على جنوب اسرائيل من دون وقوع ضحايا، وقال المتحدث إن هذا الصاروخ من نوع جراد ويصل مداه إلى ثلاثين أو أربعين كلم أي ضعف مدى صواريخ القسام التي يطلقها عادة ناشطون فلسطينيون. وقد الحق أضرارًا بشاحنة صهريج، واوضح “أنها المرة الاولى التي يطلق فيها صاروخ من هذا النوع منذ اشهر” وأفادت الاذاعة الاسرائيلية العامة أن الصاروخ انفجر قرب بلدة اوفاكيم الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كلم من قطاع غزة. وتقدمت اسرائيل أمس بشكوى للامم المتحدة حول الهجمات الصاروخية التي تنطلق من قطاع غزة. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية في نسختها الالكترونية أن سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة ميرون روفين قدم شكوى رسمية للامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون عقب هجمات صاروخية من قطاع غزة، وقال روفين في رسالته للأمين العام إن الهجوم تضمن قذائف فوسفورية وشدد على أن اسرائيل ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها، في حين تستخدم كل الوسائل الضرورية لحماية مواطنيها، وحذر الدبلوماسي الاسرائيلي من ان التصعيد الاخير يعرض استقرار المنطقة للخطر وأن الهجمات تثبت ان حماس و“المنظمات الارهابية” تواصل تسليح نفسها، كما شدد على أن الحوادث الاخيرة تمثل خرقا للقانون الدولي وتجسد التهديد الامني الذي تواجهه اسرائيل يوميا، على حد قوله.