مع إطلالة أوّل أيّام عيد الأضحى المبارك نسوق التهنئة خالصة للمسلمين في أرجاء المعمورة كافة، سائلين الله أن يجعل كلّ أيّامهم عيدًا، كما نسوق التهنئة لحجّاج بيت الله الحرام، وقد وفدوا إلى صعيد منى بعد أن وقفوا في رحاب “عرفات” امتثالاً لقول المصطفى صلّى الله عليه وسلّم “الحج عرفة”، ومعهم نسوق التهنئة للمملكة قيادةً وشعبًا على الجهود المبذولة، والصورة المشرفة في خدمة الحجاج. إن خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- يثبتون عامًا بعد عام اهتمامهم الشديد بتحسين وتوسعة خدمات الحجاج، وتقديم الغالي والنفيس، وبذل الوقت والجهد لإقامة المشاريع، وتوفير الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، مستشعرين عظم المسؤولية وحجم الأمانة وشرف التكليف. لقد تواصلت الجهود الكبيرة التي ظلت تبذلها قيادتنا الرشيدة في مواسم الحج السابقة في موسم هذا العام، سعيًا منها نحو راحة ضيوف الرحمن، وتيسير كافة السبل بما يمكن الحجّاج من أداء شعائرهم في سهولة وأمان وطمأنينة، حيث سخرت المملكة جميع إمكاناتها وقطاعاتها الصحية والخدمية والعسكرية لخدمة ضيوف الرحمن، حتى غدت خدمة الحجيج أحد أكبر النشاطات السنوية لقطاعات الدولة، حرصًا على التيسير على الحجاج، وتجنيبهم الصعاب، وهو الأمر المنتظر تحقيقه في مشعر رمي الجمرات، بعد اكتمال مشروع رمي الجمرات الذي عملت قيادتنا الحكيمة من خلاله على معالجة معضلة الزحام أثناء الرمي، ليكتمل هذا المشروع، ويلحق به قطار المشاعر في ذات السياق محققًا انسيابية في الحركة، وهي جهود تضافرت مع غيرها لتكفل الطمأنينة والأمن لضيوف الرحمن، والمنظور أن يستمر الحال على ما هو عليه حتى نهاية الحج، حتى يتسنى لكافة الحجّاج أداء مناسكهم على الوجه المطلوب دون أي مشكلات أو عقبات. إن تجربة قطار المشاعر في أولى خطواته مع مناسك الحج جاءت مصحوبة بكل أساب النجاح، بما يؤكد بُعد النظر، والقراءة السليمة التي صحبت التفكير فيه، بما يعزّز اليقين بأن الأمور ستغدو أكثر يسرًا وأمانًا في مواسم الحج المقبلة بعد اكتمال كافة مراحل قطار المشاعر، مقرونة مع بقية المشاريع الأخرى الرامية إلى تسهيل أداء هذا الركن الخامس من أركان الإسلام.