في الوقت الذي تشدد فيه الجهات الأمنية على جميع مداخل العاصمة المقدسة في عمليات التفتيش لمنع دخول الحجاج القادمين لأداء مناسك الحج دون تصاريح أو المخالفين منهم للأنظمة، يقوم عدد كبير من الحجاج خاصة المقيمين بالتسلل عبر الطرق الصحراوية والوعرة البعيدة عن نقاط التفتيش معرضين أنفسهم ومن معهم من أطفالهم وأسرهم للخطر، فيما يقوم بإرشادهم عبر تلك الطرق عدد من الشباب العارفين لمداخل ومخارج تلك الطرق، والذين يتقاضون مبالغ مالية مقابل ذلك. “المدينة” حاولت التعرف على أساليب التسلل التي يسلكها هؤلاء، وذهبت إلى تلك الطرق الملتوية والوعرة التي يسلكها هؤلاء، للوقوف على كيفية دخولهم إلى مكةالمكرمة عبرها. حيث يقوم هؤلاء الحجاج وأغلبيتهم من المقيمين بالاتفاق مع عدد من السائقين من المواطنين والمقيمين على نقلهم من محافظة جدة أو القرى المجاورة لمكةالمكرمة، وعند معرفة السائق بعدم حملهم لتصاريح الحج يقوم بالاتفاق معهم على مبلغ مالي كبير، ومن ثم عمل خطة سير لهم بحيث يتم إيصالهم للمشاعر المقدسة دون المرور بنقاط التفتيش التي تشدد فيها الجهات الأمنية على جميع مداخل العاصمة المقدسة في عمليات التفتيش لمنع دخول القادمين لأداء مناسك الحج دون تصاريح، حيث يقوم السائق بالسير بهم وإيصالهم إلى مداخل الطرق الصحراوية الوعرة التي لا تستطيع السيارات الوصول إليها ويتم إنزالهم بعد الاتفاق معهم في مكان الانتظار عند مخرج الطريق البعيد عن مركز التفتيش، ومن ثم يقوم السائق بالدخول عبر نقاط التفتيش بشكل فردي وعند نقطة الوصل ينتظر السائق الحجاج، حيث يتم نقلهم مرة أخرى إلى المشاعر المقدسة. ومن هؤلاء السائقين من يقوم بإنزال شاب يعرفه ليكون بمثابة المرشد لهؤلاء الحجاج عبر تلك الطرق الوعرة ليسهل وصولهم لنقطة الوصول وموقع السيارة بشكل سريع. وفي أحد تلك الطرق الصحراوية التي يسلكها هؤلاء المتسللون شاهدنا أفواجا من هؤلاء يسيرون برفقة مرشد يعرفهم على الطريق، كما أن هناك من الحجاج من اصطحب عائلته وأطفاله معه. والتقت “المدينة” بمجموعة من هؤلاء المتسللين وجاءت إجابتهم سريعة خوفا من الإمساك بهم، حيث قالوا أنهم لا يحملون تصاريح للحج ولا سبيل لهم إلا هذه الطريقة حتى وإن كانت خطرة وقاسية، وأوضحوا أنهم يتفقون مع السائقين والمرشدين لتعريفهم بتلك الطرق مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 500 و800 ريال للحاج الواحد.