قتل 71 مصليًا على الاقل، بينهم 11 طفلا، واصيب أكثر من مئة بجروح في هجوم انتحاري وقع داخل مسجد في شمال غرب باكستان اثناء صلاة الجمعة أمس، كما اعلنت السلطات المحلية، فيما قتل 21 شخصا في تحطم طائرة خاصة كانت تنقل موظفين تابعين لمجموعة «ايني» النفطية الايطالية في كراتشيجنوبباكستان، على ما اعلنت السلطات. وقال قائد الشرطة المحلية خالد عمر ضائي في تصريح تلفزيوني ان انتحاريا فجّر حزامه الناسف وسط المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مسجد اخوروال، البلدة القريبة من بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان. من جهته قال غول جمال خان المسؤول في الادارة المحلية في اتصال هاتفي "حتى الساعة هناك 71 قتيلا، بينهم 11 طفلا"، مبديا خشيته من احتمال ارتفاع الحصيلة، مشيرا الى ان "اكثر من 100 شخص اصيبوا بجروح"، واضاف ان "السقف الرئيسي للمسجد انهار وهناك اشخاص عالقون تحت الانقاض". وقال شهود عيان إن حوالى 300 شخص كانوا متجمعين بعد أن فرغوا من الصلاة عندما دخل المهاجم المسجد وفجّر نفسه. وقال محب الله البالغ من العمر 15 عاما «كنت قد انتهيت لتوّي من الصلاة عندما وقع انفجار كبير. كان الأمر مروّعا جدا. لم أعرف ماذا حدث بعد ذلك فقد أغشي علي»، وقال مسؤولون بمستشفى (ليدي ريدنج) في بيشاور إن بين القتلى طفلان، وأظهرت لقطات صورت من أمام المستشفى نساء يصرخن ومسنين بلحى بيضاء وثيابهم ملوثة بالدماء وطفلا ينقل إلى غرفة الطواريء بمستشفى قريب، وقال سكان المنطقة إن التفجير ربما كان في إطار صراع بين جماعات متشددة. وهذا أكبر هجوم تشهده باكستان منذ هجوم انتحاري على موكب شيعي بمدينة كويتا بجنوب غرب البلاد في سبتمبر أسفر عن سقوط 54 قتيلا. من جهة اخرى قتل 21 شخصا الجمعة في تحطم طائرة خاصة كانت تنقل موظفين تابعين لمجموعة «ايني» النفطية الايطالية في كراتشيجنوبباكستان، على ما اعلنت السلطات، وقالت شركة ايني ان هناك ايطاليا على الاقل بين الضحايا فيما قالت الشرطة ان الاخرين باكستانيون. وقال برويز جورج المتحدث باسم الطيران المدني في اتصال هاتفي «كان هناك 17 راكبا والطياران وفني وحارس امني، وليس هناك اي ناجين»، وتابع ان «الحادث ناتج عن عطل، وقد اعلن الطيار لبرج المراقبة بعيد الاقلاع عن مشكلة في احد المحركين». وبثت محطات التلفزة صورا لهيكل الطائرة التي سقطت في منطقة صناعية وقد انشطر الى شطرين وبدا القسم الخلفي منه شبه سليم فيما تناثر حطام يتصاعد منه الدخان على مسافة عشرات الامتار. واكد المتحدث باسم الجيش الكولونيل نور علم في تصريحات لشبكات التلفزيون «ليس هناك اي ناجين»، وقال برويز جورج ان الطائرة التابعة لشركة التشارتر الباكستانية الخاصة «جي اس اير» كانت تقل موظفين في مجموعة ايني وقد تحطمت بضاحية كراتشي بعيد اقلاعها. واوضح ان الطائرة وهي من صنع شركة بيتشكرافت الامريكية كانت تنقل الموظفين الى بئر نفطية في بهيت شاه (جنوب) عندما تحطمت بالقرب من حي سكني بضاحية كراتشي عاصمة باكستان الاقتصادية، واضاف ان «القبطان اتصل بعيد الاقلاع ببرج المراقبة ليبلغ عن مشكلة في احد المحركين وطلب منه العودة الى المطار ولكن الطائرة تحطمت بعد ذلك بقليل». واكد مسؤول في مجموعة ايني في كراتشي في اتصال هاتفي أن الطائرة كانت تنقل موظفين في المجموعة الايطالية بدون ان يحدد عددهم ولا هوياتهم، مؤكدا فقط مقتل «مواطن ايطالي»، واكد المسؤول في شركة «جي اس اير» نديم حنيف ان «الطائرة كانت تخضع لصيانة منتظمة وكانت في وضع مناسب تماما للطيران» مضيفا ان الطيار «يحظى بخبرة» في الطيران، وقال الكابتن حنيف لتلفزيون جيو «من المبكر جدا التكهن بطبيعة الخطأ. لقد اطلقت سلطات الطيران المدني التحقيق وسنتعاون معه بشكل كامل».