في الحقيقة.. إن أحدًا لم يكن ليتوقع أن تصل قضية المرأة الإيرانية التي حُكم عليها بالإعدام رجمًا بسبب إدانتها بجريمة الزنا.. أن تصل أبدًا حدودًا أدبية وسياسية مثل هذه. المحامي هوتيان كيان المتخصص في الشؤون الدولية يعمل جاهدًا لنقل القضية من المحاكم الإيرانية إلى الدولية. «لم يثبت المحامي إيَّاه عبر تاريخه أنه تدخل في قضية مشابهة في الشرق الأوسط، سواء أكان الأمر متعلقًا بنساء أفغانيات تعرضن للاغتصاب من قِبَل جنود الحُلفاء، ولا نساء عراقيات في سجن أبوغريب تحت رعاية الجيش الأمريكي»! أكثر من مئة مظاهرة في العواصم الأوروبية يحمل شبانها وفتياتها صورًا لسكينة التي تحوّلت إلى بطلة وطنية. «لم نسمع عن أي مظاهرة ضد منع المسلمات المحجبات من الدخول إلى الجامعات، والحدائق والمدارس، وضد بناء المساجد في سويسرا، وضد التهديد بحرق المصاحف في أمريكا». وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي «كاترين اشتون» وجهت رسالة إلى السلطات الإيرانية للتدخل. «لكن رسالة واحدة إلى السلطات الإسرائيلية لوقف الاعتداء على الفلسطينيات خصوصًا المعتقلات منهن لم تصل حتى الآن.. ربما لأنها لم تُرسل». رئيس فرنسا ساركوزي وصف عقوبة الإعدام رجمًا بأنها من القرون الوسطى. «يبدو أن كبير فرنسا يُفضِّل طريقة القنابل العنقودية التي استُخدِمت ضد نساء جنوب لبنان وأطفالهم، وكذلك العراق، والتي لم نسمع اعتراضًا واحدًا عليها من فخامته». البابا بينديكت السادس عشر أعلن أنه يتابع القضية باهتمام، وسيتدخل في الوقت المناسب. «نأمل من البابا الذي وصف الإسلام بأنه دين القوة والعنف؛ دون أن يُفرِّق بين بضعة أفراد وبين قرابة المليار أن يُتابع أيضًا -وبشيء من الاهتمام- النساء المسلمات اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي في عواصم أوروبا من قِبَل متطرفين مسيحيين ويهود، ومن دار في فلكهم». نشكر لكم يا سادة مساعيكم لأجل سكينة.. ولكن لا تنسوا أخواتها الكُثر.. أخواتها التي وُصفن من قِبَل تقرير المنظمات الإنسانية بأنهنّ أتعس نساء الأرض. ختامًا: نعم.. لأخوات سكينة حق عليكم وعلينا، فلا تتجاهلوهن.. أمّا سكينة فلها مقالة قادمة. [email protected]