يدرك المتابع لقطاع الاتصالات أنه لا يمكن متابعة التطورات التقنية التي توفرها الشركات العملاقة بحيث تعلن اليوم عن تقنية جديدة فتأتي تقنية أخرى أكثر تطوراً بعد أيام قليلة.. مما يحتم على المشغلين ومقدمي خدمات الاتصال البقاء مستعدين لتحديث وسائل الاتصال لموائمة التطورات وكل جديد و الاستمرار في الإنفاق وتخصيص جزء من ميزانياتها لعمليات التطوير والتحديث سواءً كان ذلك في قطاع الاتصال أو النطاق العريض الذي أُدخل عليه مؤخراً تقنية التلفزيون التفاعلي وخدمات أخرى عديدة.وفي هذا الحوار نستضيف المهندس عبدالعزيز التمامي , الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة اتحاد اتصالات " موبايلي " للحديث عن الجوانب الفنية والاستثمار المستمر في تحديث الشبكات في سبيل تقديم كل جديد لعملاء الشركة والارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة وبأسعار منافسة , وعن المشاريع المستقبلية للشركة . *بداية تستعد موبايلي لإطفاء الشمعة السادسة من عمرها , كيف تقيمون هذة السنوات الست , ما هي المنجزات اللتي تحققت وأين ترون انكم اخفقتم , وماهي الدروس التي استفدتم منها خلال هذه الفترة ؟ بفضل الله أولاً ثم بفضل الجهود المميزة التي بذلها منسوبي موبايلي استطعنا تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، ف "موبايلي" حصلت في عام 2004 على جائزة أكبر تمويل إسلامي في مؤتمر "اليورومني"، بالإضافة إلى تصنيفنا من قبل "منظمة الهاتف المتحرك" العالمية كأسرع نمو لشركة اتصالات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2005م، بالإضافة إلى أن المنظمة تقر بأننا أكبر شبكة جيل ثالث في الشرق الأوسط، بالإضافة أننا أزحم شبكة جيل ثالث عالمياً. كما بلغ عدد مشتركينا 18.2 مليون مشترك مع نهاية العام 2009، منهم ما يزيد على مليون مشترك في خدمة النطاق العريض في الباقات العالية الاستخدام فقط ، والتحدي هنا يكمن في أننا استطعنا استقطاب هؤلاء العملاء في غضون سنتين ونصف وصاحب هذا النمو السريع في عدد مشتركي النطاق العريض سرعة مماثلة في توسعة شبكتنا الخاصة بالجيل الثالث المطور وإطلاقنا المتتالي لتحديثات تقنية ال(HSPA) وإعتمادنا اليوم على تقنية ال(HSPA+). وتغطي هذه الشبكة المتطورة اليوم والتي قامت على جهود جبارة 92% من المناطق المأهولة بالسكان في المملكة والتي توفر خدمة النطاق العريض في اكثر من 587 مدينة ومنطقة ومحافظة تشمل القرى والطرق السريعة . كما استطعنا بتوفيق الله خلال 5 سنوات من خلق منظومة لتخريج قيادات من خلال أسلوب وبيئة العمل فنحن نمتلك قيم وعادات تمكنا في خلق كوادر بشرية قيادية تخرج من "موبايلي" فتنصب كقيادات لشركات كبرى داخل المملكة أو خارجها، وانأ أعتقد أن هذا يعد من أبرز انجازات "موبايلي" خلال الفترة الماضية التي نعتز ونفتخر بها، أما فيما يتعلق في الشق الثاني من السؤال نحن نسير في عملنا وفق خطط تم دراستها بعناية، وهذا ما مكننا من الوصول إلى أهدافنا بأقصر الطرق، ولكن نحن لا ندعي الكمال في عملنا فهناك أخطاء نقع فيها وغالباً ما تكون خارج عن إرادتنا، ولكن الأهم من ذلك كيف تصحح الخطأ في الوقت المناسب، أما فيما يتعلق في الشق الأخير من السؤال فمرحلة التأسيس واجهنا عدد من العقبات التي ربما تحد من سيرنا وفق الخطط التي رسمنها، سواء كانت هذه العقبات فنية أو إجراءات تنظيمية، ولكن ولله الحمد الثقة بالله ثم بجهود منسوبي موبايلي كانت الدافع وراء تجاوز هذه العقبات، وإيجاد الطرق البديله التي تضمن سير العمل، ومن الدروس التي استفدنا منها خلال هذه المرحلة سرعة اقتناص الفرص الاستثمارية، فسوق الاتصالات في المملكة كما تعلم سوق تنافسي المقدمة دائماً تكون للأفضل، ونحن في موبايلي لا نرضى بغير المقدمة على يقين بأن الذي يعمل لابد أن يخطي ولكن الأهم كيفية معالجة الخطأ بأسرع وقت ممكن. وأنا واثق تماماً أن الإستراتيجية الجديدة التي أعلنت عنها موبايلي ستحقق مزيداً من النمو والكفاءة والتميز للشركة ولموظفيها على حدٍ سواء . نعمل حالياً ووفق الإستراتيجية لتحقيق الأهداف التي رسمنها لنجعل من موبايلي أفضل بيئة عمل في المنطقة ، ولنثري حياة عملائنا ، ولنواصل الريادة في تطبيقات وخدمات البيانات. * شهد قطاع الاتصالات في المملكة خلال السنوات الست الماضية ومنذ انطلاقة موبايلي تطورات عديدة سواء أكان ذلك من الناحية التقنية أوفي جودة الخدمات والأسعار, هل وجود عامل التنافس داعم و محفز لهذه التطورات ؟ دخول موبايلي أضاف بعداً حقيقياً على قطاع الاتصالات بالمملكة ليس فقط على مستوى الأسعار لكن أيضاً على جودة الخدمة، وأنا أتفق معك بأن التنافس يعد واحد من المحفزات التي تطور قطاع الاتصالات، فإطلاق موبايلي للعديد من الخدمات المتطورة كانت محفزة للشركات الأخرى إلى الإسراع في توفيرها، وهذا ينعكس بشكل ايجابي ليس على السوق فحسب بل على المستهلك لهذه الخدمة، فنحن في موبايلي نحرص على تقديم خدمات مبتكرة وبجودة عالية وبأسعار تنافسية، وحضينا وحضيت خدماتنا برضا مشتركينا، ونحن دائماً في حالة تحفز مستمر للمضي قُدماً لتلبية رغبات مشتركينا والارتقاء بمستوى خدماتنا. *إذا أخذنا عوامل المنافسة بين مقدمي خدمات الاتصالات ما هي ايجابيات المنافسة على متلقي الخدمة , وما هي تأثيراتها على مقدم الخدمة ؟ تصب المنافسة دائماً في صالح المستهلك، وينعكس هذا ايجابياً على جودة الخدمة المقدمة للمشتركين، فالدخول في حرب أسعار سيضر بمصلحة المستهلك على المدى المتوسط والبعيد، ونرى في موبايلي أن طبيعة المستهلك بالمملكة يميل إلى جودة الخدمة على حساب أن تٌقدم له خدمة رديئة بسعر أقل، ولذا أرى أن المنافسة الحقيقية في قطاع الاتصالات بالمملكة تجدها واضحة في جودة الخدمات التي يقدمها المشغلين بالمملكة، وهذا محفز إيجابي لمقدمي الخدمة. * هل هناك ضوابط وحدود لعملية المنافسة, وما هي الأخلاقيات التي تنظم العلاقة بين المشغلين ؟ يسود التقدير والاحترام بين كافة المشغلين بالمملكة، فقرارات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التنافسية تسير وفق معايير وضوابط واضحة تضفي بعداً جديداً لبيئة الاتصالات بالمملكة لجعله أكثر تنافسية وفي نفس الوقت يسود الاحترام المتبادل بين كافة المشغلين، فالمتابع لقطاع الاتصالات في المملكة سوف يلاحظ حرص الشركات على العمل وفق سياسات واضحة ومتطابقة في نفس الوقت مع أنظمة وقرارات هيئة الاتصالات، مما يكفل لها خدمة مشتركيها. * تجتمع حشود الحجيج بعد عدة أسابيع في اطهر البقاع لأداء فريضة الحج ، ماذا ستقدمون خلال هذا العام وما هي الخدمات التي تركزون عليها ؟ في الحقيقة بدأنا منذ وقت مبكر للاستعداد لموسم الحج ، ونحن ألان على مقربة من هذه الشعيرة أؤكد لك اكتمال جميع الاستعدادات الفنية لتواصل شبكتنا أدائها المتميز والذي كسبت به ثقة حجاج بيت الله في الأعوام الماضية، وأشاد بها القائمون على الحج، ويمكنني القول أن شبكة موبايلي في العام الماضي وحدة سجلت نسبة عالية في الاستخدام ونجحت في تمرير ملايين المكالمات بجودة عالية سواء داخل المملكة إلى خارجها، وهذا نعتبره دافع لنا لمواصلة تقديم الأداء المميز للشبكة، ومن أبرز الخدمات التي سنقدمها، فقد فتحنا شبكة الواي فاي (الانترنت اللاسلكي) مجاناً لحجاج بيت الله في مشعر منى وعرفات ومزدلفه، وهذا سيمكن الحجاج والمتواجدين في المشاعر لخدمة الحجاج والوفود الإعلامية من الاستفادة من الانترنت في تيسير أمورهم اليومية، إلى جانب العروض التسويقية التي بادرنا بها كالحصول على شريحة اتصال مع هاتف نقال بالتعاون مع شركاء موبايلي المعتمدين، بالإضافة إلى تطبيقات خاصة عن الحج عن طريق جهاز الآي فون، وخصم 40% على الرقم الدولي المفضل من خلال باقة (رحال) الخاصة بالزوار. وهنا أحب أن انوه إلى أن شراكتنا مع إمارة منطقة مكةالمكرمة في موسم هذا الحج ستضفي بعداً آخر لسعينا الدؤوب لخدمة ضيوف بيت الله الحرام. * أين تقف موبايلي في قطاع النطاق العريض, وما هو الجديد في هذا المجال ؟ ترتكز رؤية موبايلي على أن النطاق العريض هو مستقبل قطاع الاتصالات، لذا نحرص دائماً على تطوير شبكة النطاق العريض فقد وصلت التغطية حتى الآن 92% من مناطق المملكة المأهولة بالسكان، وفق خطط مدروسة بعناية نهدف من خلالها إلى توطين أحدث التقنيات والخدمات في كافة المناطق وذلك لإثراء حياة مشتركينا، وباتت جهود موبايلي في مجال النطاق العريض ملموسة ليس في قطاع الاتصالات المحلي فقط، بل وإقليميا حيث ما تزال موبايلي تتربع على قائمة أكبر الشركات المالكة لشبكات النطاق العريض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا علاوة على حركة البيانات اليومية الضخمة التي تمر عبر شبكات موبايلي، والجديد لدينا الآن الانتهاء من التجارب الفنية لمضاعفة سرعة النطاق العريض إلى 42 ميجا بت/ بالثانية، كما كانت موبايلي من أوائل الشركات في المملكة التي أنهت الاختبارات الفنية للجيل الرابع مع شركات عالمية، ونحن ننتظر فقط الإجراءات المتعلقة بالطيف الخاص من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. * سبق و أن أعلنتم عن خدمات جديدة ستقدم موبايلي لعملائهاعبر الهاتف المتحرك ومن ذلك خدمات الدفع عبر الهاتف للمشتريات , هل حدثتمونا عن هذه الخدمة و الخدمات الأخرى التي ستقدم لعملائكم , وهل من محاذير لخدمة الدفع في حال تنفيذها ؟ حالياً توفر موبايلي خدمة الدفع عن طريق برنامج نقاطي من خلال شركاء البرنامج المنتشرين في كافة مناطق المملكة، ويعتبر هذا من أسهل طرق الدفع نظراً لتنوع شركاء نقاطي، وعن طرق الدفع المعتادة فإن موبايلي جاهزة تقنياً في انتظار الجهات المعنيّة حتى يتمكن المشتركين من دفع كافة متطلباتهم عن طريق الهاتف المتحرك مثل بطاقة الصراف الآلي. * في ظل تشبع سوق الهاتف المحمول حيث تجاوز عدد المشتركين ال 42 مليون مستخدم , ما هي استراتيجيتكم المسقبلية للإرتقاء بخدمات الشركة و تنمية الأرباح ؟ وهل لديكم مشاريع للتوسع خارجياً ؟ على الرغم من وصول عدد المشتركين إلى 47 مليون حتى الآن إلا أن سوق المملكة يعد من أكبر أسواق الاتصالات في الشرق الأوسط وما زال هناك فرص للنمو وتقديم خدمات جديدة وفي ظل المنافسة الحالية فإننا نسعى إلى الارتقاء بخدماتنا، وإشباع نهم مشتركينا بخدمات متطورة تثري حياتهم، أما فليما يتعلق في الاستثمار خارجياً فنحن الآن نركز على تطوير خدماتنا داخل المملكة، وهناك تعاون مع شركة اتصالات الأمارات فيما يتعلق بالاستثمار في الخارج متى ما سنحت الفرصة لذلك. * كيف تنظرون إلى قطاع الاتصالات في المملكة, وما هي العوائق التي تحول دون مواكبته لحركة الاتصالات في العالم ؟ يتمتع قطاع الاتصالات بالمملكة بتنافسية عالية لذا يسعى كل مشغل من مشغلي الاتصالات للارتقاء بالخدمات المقدمة للمشتركين لنيل حصة أكبر من السوق، ويظل قطاع الاتصالات مواكباً لتطورات عالم الاتصالات حول العام رغم وجود بعض التحديات التي ربما تحد من المواكبة الكاملة لهذه التطورات وهناك حرص من جميع المشغلين بالمنطقة لجلب خدمات مميزة وجديدة لمشتركيهم. * لموبايلي دور بارز في تحمل مسئوليتها تجاه المسئولية الإجتماعية و خدمة المجتمع . هل حدثتمونا عن مشاركة موبايلي في خدمة المجتمع ؟ نحن في موبايلي نضع المسؤولية الاجتماعية ضمن واحدة من الأسس التي نؤمن أنها تشكل عنصر من عناصر تعزيز الترابط داخل المجتمع، من خلال دعم البرامج التي تقيمها مؤسسات الوطن الحكومية أو الاجتماعية، كما أن اهتمام الشركة بالمسؤولية الاجتماعية سوف يبني لها روابط عاطفية مع المجتمع ربما لا تستطيع الحملات الإعلانية أو الخدمات المقدمة بنائها، ولكن يجب نأخذ بعين الأعتبار أن المشاركة وحدها لا تكفي، وإنما تسخير الإمكانيات التي تمتلكها الشركة سواء من خدمات وغيرها إلى جانب الدعم المادي هو المعيار الحقيقي عن مدى نجاح مشاركة الشركة من عدمها. نحن في موبايلي لا ندعي بأننا الأفضل ولكن تواجدنا خلق بصمة واضحة على كل مناسبة نشارك بها، و نحن نفتخر بأن برنامج المسؤولية الاجتماعية الذي نسير عليه أصبح اليوم محل اهتمام كثير من شركات القطاع الخاص وحضي بتقدير المسئولين، فاليوم لدينا مشاركات متنوعة مع كثير من مؤسسات القطاع العام كوزارة الداخلية من خلال مدريات كل من الدفاع المدني والجوازات، ومع وزارة الحج، ووزارة الصحة ووزارة الدفاع والطيران، كما كان لموبايلي ، كما تواجدت موبايلي بشكل مميز من خلال البرامج التي تقيمها الجمعيات الخيرية بمختلف اهتماماتها، فيما كانت مشاركة موبايلي في عدد من المهرجانات الصيفية التي أقيمت صيف هذا العام في مناطق مختلفة من المملكة نموذجاً للدور الذي يجب أن يقوم به القطاع الخاص في دعم مثل هذه المناسبات التي من شأنها أن تبرز المكنون الثقافي الذي تعيشه المنطقة، ويطلعه عليه كل زائر، كما تخلق جواً من المرح والسعادة داخل زوار المهرجان.