نظر الشاعر -ذات يوم- إلى المرآة فرأى شعرة بيضاء في شعره، فقال مخاطبا إيّاها... أعلى صباي!! ولم أزل في صبوتي أصبو إلى الأمل البعيد النائي!! يهوى الهوى روحي!! وينتعش الهوى في شقوتي وشقاوتي وشقائي!! مرح الطفولة في دمي أزهو به وعليه أبحر في خضم بقائي! وأجوس في أرض البلاقع رافلا ثوب الشباب! على الزمان ردائي ألوي رياح الدهر في جنباتها ويخوض معترك الفناء فنائي وأصرف الأهوال في أهوالها أزجي من الطهر الطهور دهائي! حرٌ زكي الروح! أسمو في دمي ويعطر العمر الغرير عطائي!! *** أعلى الشباب الغض! أبصر شعرة بيضا تنافح عن جديب غثائي! تشقى! لأشقى في الزمان ونيره في راحتي! يؤوي إليه جفائي! شمخت تحاور! كالنهار مخاطبا ليل الهموم! على ضفاف رجائي!! وتقوم تعلن في السواد حقيقة من سالف، متحالف وهواء كانت ليالي الحسان جميلة لكنها في الناظرين بلائي! كان الهدى والنور في ريحانتي دنيا من النسق الفريد إزائي كانت دروب الحب سادرة اللمى وكأنها في العشق طيف شتائي أعلو وأهبط في الرياض كأنني نسم النسيم إلى الزهور ولائي أصغي لأيام العتاق وأنتشي فيها! سرور تواصلي وجفاي *** ما زال في قلبي الصفاء كطفلة سكبت لها الأيام فيض صفاء!! مازالت في عبث الصغار يقودني صوب العثار على طريق غبائي أبكي وأضحك في غريب مشاعري ويظن بي رغم الغرور بكائي وأرى وأسمع كل معنى شارد بيدي ملكت سعادتي وهنائي غرب الغروب على الدلاء وإنما تبقى على طول الزمان دلائي! غيضت عقول مصادر في أهلها لكن عقلي زاخر بإنائي أرنو إلى الغور البعيد!!وتلتوي دنيا المجرة!! في الدروب ورائي!! *** يا هذه البيضاء!! بيض عزائم جذلى تحدث عن عظيم بنائي! عن جذوة الحب التي أحيا بها عن زحمة الآمال فوق نقائي عن نفحة الورد الندي أشمه في غايتي! في جعبتي وندائي!! عن بسمة الفجر التي أغدو بها بطل الخيال!! على الضياع هجائي أدعو إلى شمم الحياة وخيرها في خيرها!! أزجي عريض دعائي شهم الأرومة في الوجود مسافر رغم المخاطر! في طريق سنائي أسمو وتسمو في العيون شجاعتي ويذوب في عرش الوجود هبائي أنا لا أخاف بياض شعري إنما خلف النهار مجرتي وسمائي!! ***