لا تعجب، فالحب أمر لا إرادي وشعور وميل يقع في القلب بغير سيطرة ولا إرادة من القلب أو العقل، وللحب أفرع كثيرة أعلاه محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الحب ما هو مفروض على القلب كحب الوالدين والأبناء وحب الوطن وحب الخير، أما الحب الميلي أو الغريزي وهو حب الرجل للمرأة، وهو حب فطري يبدأ في الرجل من اللحظة التي يعرف فيها الفتى أنه يختلف عن الفتاة وأنه مكمل لها في حياتها وأنه خلق ليكون لها وتكون هي له. فالمرأة في قلب الرجل وعقله ومكتبه وسيارته، أما أن تكون في مجالسه وحديثه فهذه تحتاج إلى وقفة، فالزوجة هي العشيرة وهي الحياة وهي صاحبة الفضل وهي التي تعرف ما لا يعرفه غيرها وهي التي تحتمل ما لا يحتمله غيرها، وهي التي إن غابت عنك افتقدتها، وإن عادت إليك استعذت بالله منها ومن شرها، هي الشريك المفروض عليك في حياتك، تحبها.. تكرهها.. تقترب منها.. تبتعد عنها.. تأنس لها.. تستوحش منها.. في كل الأحوال هي شقيقة القلب والروح ولا غنى عنها فهي نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على الرجل، لا يعرف قدر هذه النعمة ولا يحفظها إلا رجل أتاه الله قدرًا كبيرًا من الرجولة والحصافة. ورغم حرص كثير من الزوجات على إظهار هيئة زوجها أمام صديقاتها في أحسن صورة كأن تضع صورة زوجها داخل إطار من الورد، أو أن تخصص له نغمة خاصة من أغنيتها المفضلة، وهكذا تختلف النغمات والتسميات بحسب عمر الزوجة، فالشابة تسمي زوجها حبيب قلبي أو (عمري) أو الغالي وأغلى الحبايب، أما الزوجة التي تجاوزت الأربعين وما فوق فتسميه أبوالعيال أو البركة. ولعل كثيرًا من الزوجات لا يعرفن الحوار الذي يدور في مجالس الرجال وكيف ينتقد بعضنا بعضًا، فإن قام أحدنا من مجلسه مسرعًا قالوا: انتهى التصريح الممنوح له، وإن جاء أحدنا ويده أو رأسه مربوطة لأي سبب قالوا: (مسكين مرته أعطته علقه)، فمجالسنا (وبشكاتنا) لا تخلو من طرائف وصف الزوجات، فمن أصدقائي من اختار صوت سرينة سيارة شرطة لجوال زوجته أو صفارة إنذار، وآخر سماها (المصيبة) و(الداهية) و(عكننوس) كرمز (للعكننة والنكد)، أسماء غريبة مضحكة ورنات أكثر غرابة. فاطمئني أيتها الزوجة فكل هذه الأوصاف والنعوت فقط في جهاز الجوال، ولو أتيح لإحداكن أن تنظر في قلب زوجها لوجدته مملوءًا حبًا واحترامًا لشريكة حياته، ورغم كل التعليقات والطرائف التي سمعتها عن الزوجات، ولكنني لم أسمع في حياتي من يقول (لا أحب زوجتي) وحتى لو سمعت أنا أو سمعتم من يقولها فلا تصدقوه.