لقد شعرتُ بقشعريرة وألم نفسي عندما سمعتُ من إحدى الإذاعات عن ذلك الزوج الغربي الذي ترك زوجته وهي تعاني شدة المرض في مطار القاهرة، وعاد إلى بلده مع أصدقائه بدون أدنى اهتمام..؟ والقصة تقول إن مجموعة سياح من الغرب كانوا يزورون مصر.. وعند مغادرتهم مطار القاهرة، مرضت فجأة زوجة أحدهم، فأحضروا لها الطبيب، ثم الإسعاف، وطلبوا من زوجها مرافقتها إلى المستشفى، فرفض بحجة واهية، وتركها لوحدها تذهب! وسافر مع (القروب) الذي جاء معه..! والسؤال: ما تفسير تصرفات هذا الزوج التي لا يقوم بفعلها مَن لديه عَقلٌ راجح ومتزن، حتى يترك زوجته (تتلولو) من الألم، ولا ينقلها إلى المستشفى وهو يتفرج عليها..؟ بل يغادر بكل قساوة قلب إلى بلده، ويتركها وحيدة في بلاد الغربة..؟ من أي جنس من البشر هؤلاء الناس..؟ ولكن لا غرابة من ذلك في المجتمع الغربى.. فمن مبادئه أن كل واحد منهم (إيدو إله) كما يقول المثل السوري، في ظل وجود التمزّق الاجتماعي والأسري عندهم إلى الحد الذي جعل قلوب البعض منهم خاوية من الإنسانية..! هذه هي حضارة المجتمع الغربي حتى غرقوا في جرم الحضارة، والتي جعلتهم ينحدرون إلى أدنى مستوى حيواني، بل حتى الحيوانات فيها نزعة العطف والحنان على بعضها البعض.. لقد توسعت الهوة وثقلت الجفوة واختفت من قلوبهم وعقولهم وأفكارهم التصرفات الإنسانية السليمة..؟ ومثال تصرفات هذا الزوج بسيطة إذا ما قورنت بتصرفات بعض أبنائهم تجاه والديهم، فبعضهم يجهل، بل قد ينسى حتى قسمات (وسحنات) وجه أبيه وأمه من فرط البُعد والعياذ بالله..! خصوصًا الأم هذه المرأة التي قدمت له فيض روحها، ومن عصارة نفسها “حليب الرضاعة”. هذا الإنسان الذي سقاهم ألذ الشراب في أول جرعة قدمت لهم في هذه الحياة..! والقصص كثيرة فى هذا الشأن مما يشيب الرأس..! نرجو من الله أن لا يتسمم مجتمعنا من روائح هذا العالم الغربي، سواء أكانت ذهنية، أو فكرية، أو سلوكية..! والحمد لله على نعمة ديننا الإسلامى الحنيف، وعقيدتنا السمحة التي خلقت، بل غرست فينا الوازع الذي يجعلنا متماسكين في المجتمع والأسرة، ويحترم صغيرنا كبيرنا، ويعطف كبيرنا على صغيرنا، فمبدأ كل راعٍ مسؤول عن رعيته هو السائد بيننا، إلاَّ ما ندر من تصرفات بعض الجهلاء..؟ فاكس 048470836 [email protected]