عندما تولّى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في هذه البلاد قبل خمس سنوات حمل -حفظه الله- على عاتقه الاهتمام بالعلم والعلماء لمعرفته بأننا نعيش عصر العلوم والمعارف والتي تقوم عليها نهضة الأمم، فاهتم به اهتمامًا منقطع النظير، فلُقّب حفظه الله بنصير العلم والعلماء، والأمثلة على هذا الاهتمام كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- إنشاء مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام بتكلفة مالية كبيرة بلغت عشرة مليارات من الريالات، وهو مبلغ يعادل ميزانية دول. 2- زاد عدد الجامعات من تسع جامعات إلى واحدة وعشرين جامعة انتشرت في معظم مدن ومحافظات المملكة. 3- إنشاء جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية في ثول بكلفة مالية بلغت عشرة مليارات من الريالات، لتكون أكبر وأفضل جامعة في الشرق الأوسط، تهدف لتخريج جيل من العلماء يساهم في اللحاق بالعالم الأول. 4- فتح باب الابتعاث للخارج للطلاب والطالبات حتى وصل العدد خلال الخمس سنوات الأخيرة مئة ألف طالب وطالبة، تم ابتعاثهم للعديد من الدول المتقدمة كأمريكا واليابان وأوروبا وماليزيا وغيرها، وذلك للاستفادة من خبرات هذه الدول ونقل التكنولوجيا منهم لتخريج كوادر قادرة -إن شاء الله- على المساهمة في ركب التنمية. وما يحز في نفسي ويثير استغرابي ويستفزني هو الرسوم التي تفرضها وزارة التعليم العالي على طلاب وطالبات الانتساب للجامعات والمقدرة بمبلغ ثلاثة آلاف ريال للفصل الدراسي، وستة آلاف ريال للسنة، وهذا المبلغ يشتكي منه الكثير؛ لأنه يحمّلهم أعباء مالية لا يقدرون على سدادها بصفة منتظمة، فعليهم التزامات أسرية متعددة، وقد يكون المبلغ عائقًا لتكملة دراستهم الجامعية، خاصة وأنهم من صغار الموظفين، ومن ذوي الدخول الضعيفة والتي قد تؤثر هذه الرسوم على مستواهم المعيشي. فهدفهم من هذه الشهادة تحسين وضعهم الوظيفي والاجتماعي، وتوسيع مداركهم. والغريب في ذلك أن الانتساب لا يكلّف جامعاتنا كما هو الحال لطلاب الانتظام الذين يدفع لهم مكافأة شهرية منتظمة، وقد يتحمّلون سكناهم إذا كانوا من خارج المدينة، فيا حبذا لو أعادت وزارة التعليم العالي دراسة إلغاء الرسوم المطلوبة لطلبة الانتساب، خاصة وأنها في السنوات السابقة كانت مجانًا ودون مقابل. فالكثير منهم ينتظر تحقيق هذا الحلم، فهم من أبناء هذا البلد حُرموا من تكملة دراستهم الجامعية لظروفهم الخاصة. فهل يتحقق هذا الحلم يا معالي وزير التعليم العالي؟!. سمير علي خيري - مكة المكرمة