منذ أكثر من أسبوعين، وتواصلًا مع فعاليات معرض الملك خالد، الذي انطلق بتاريخ 25 شوال 1431ه؛ يتواصل معرض الملك خالد بن عبدالعزيز وبشكل يومي في استقبال زائريه في محطته الثالثة، بعد تنقلها بين الرياض وأبها، ليحط رحاله على كورنيش الساحل الغربي ب “حمراء” جدة.. لمدة تستمر نحو شهر، مقدمًا لزائريه لمحات عن حياة الملك خالد بما اشتملت عليه أقسام المعرض السبعة التي تمثل في مجملها عدد السنوات التي حكم فيها الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله. القاعة الأولى: السيف للخطوب الجسام تحكي محتويات هذه القاعة عن ما امتاز به الملك خالد -يرحمه الله- من جسارة وصلابة في مواجهة الخطوب والأحداث الجسام، وليس هنالك من حدث جلل مثلما مر به الحرم المكي الشريف من محنة لم تمكث طويلًا بيد العابثين عندما استولت عصابة جهيمان وأعوانه على الحرم وقت الفتنة، وقد وثقت هذه القاعة رسائل الاستهجان من قبل المواطنين، إلى ما وثق بالصور من زيارات الملك خالد بن عبدالعزيز لمصابي تلك الحادثة من مدنيين وعسكريين، وكان عنوان القاعة يمزج بين الضرب بيد من حديد لكل من أراد العبث بأمن المملكة فترة حكم جلالته. القاعة الثانية: في قلب الأحداث العالمية معروضات هذه القاعة تتناول أهم المواقف التي اتخذها جلالته تجاه الأحداث الإقليمية والعالمية ودوافعه لاتخاذ مثل تلك المواقف إلى ما تم عرضه في هذه القاعة حول أهم المدن التي زارها ومنذ وقت مبكر والمؤسس جلالة المغفور له بإذن ربه الملك عبدالعزيز يضع ابنيه الأميرين فيصل وخالد رحمهمها الله -ومنذ سن مبكرة- وهو يضعهما في مهام ومسؤوليات قيادية حتى أنهما مع بعضهما البعض مثّلا المملكة العربية السعودية في مؤتمر لندن الخاص بالقضية الفلسطينية عام 1939 م ليتعداها التكليف إلى تمثيل المملكة العربية السعودية في عصبة الأمم في نيويورك في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم ما لبث جلالته أن تولى ملف الحدود السعودية اليمنية ليتدرج في مهامه الرئاسية ليصبح رئيسًا أول لمجلس الوزراء في عهد الملك سعود يرحمه الله، ثم وليًا للعهد في عهد الفيصل، حتى أن ما يحسب لجلالته هو ما قام به من إصلاح بين الزعيمين العربيين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس سوريا حافظ الأسد بعد الخلافات التي نشبت بينهما، التي أعقبت حرب العاشر من شهر رمضان المبارك، إلى موقفه الحازم الداعم للقضية الفلسطينية، إلى تقريبه وجهات النظر بين الأطراف التي تسببت في احتدام الحرب الأهلية في لبنان عام 1975م، حيث دعا في السنة التي عقبتها إلى قمة عربية مصغرة في الرياض تشكلت على أثرها لجنة رباعية تترأسها المملكة إلى تشكل قوة الردع العربي والتي كانت انطلاقة لاتفاقية الطائف التي أنهت تلك الحرب الأهلية، أما على المستوى الخليجي، فقد حضر الملك خالد أول مؤتمر قمة لدول مجلس التعاون الخليجي وعلى المستوى الإسلامي فقد تم في عهده انعقاد القمة الإسلامية الثالثة في مكةالمكرمة، ثم ما لبث أن رفض كل التنازلات التي قدمها أنور السادات لإسرائيل في كامب ديفيد وساند حق العراق في إيقاف المد الإيراني الذي أعقب وصول الخميني إلى السلطة، كما ساند حق الأفغان في الذود عن أراضيهم ضد المد السوفيتي الشيوعي إلى العديد من المواقف المتعددة والكثيرة. القاعة الثالثة: قريب من الناس أثير لدى الأصدقاء ليس أدل على ما تحويه هذه القاعة من تاريخ 26-12-1398ه ذلك التاريخ يبرهن بجدارة محبة الشعب لقائدهم “الخالد” بسيرته العطرة عندما عاد جلالته إلى أرض الوطن بعد رحلته العلاجية الطويلة والتي تكللت بالنجاح، حيث زحف المواطنون والمواطنات إلى مطار الرياض القديم لاستقبال جلالته حيث استطاع أن يصل إلى قلوب شعبه بشكل يندر أن يحظى به أي زعيم؛ ففي عهده الزاهر الميمون وصل إلى كل مواطن نصيب يرضيه من الثروة عندما زادت المرتبات والأجور والمعاشات إلى ما أفاض به على شعبه من اعتماد برامج منح الأراضي المجانية وقروض الإسكان الميسرة على مدى 25 عاما ودونما أي فوائد تذكر، وكذلك ما قام به من اعتماد برامج البعثات الدراسية، إضافة إلى تسكين الخريجين من مقاعد دراسية في الجامعات السعودية وتمكينهم من وظائف معتمدة لدى التخرج. القاعة الرابعة: رجل التقاليد العريقة من أهم ما توثق هذه القاعة هو ما جبل عليه جلالته من هوايات كالفروسية والرحلات البرية والقنص بالصقور، التي يعود الفضل فيها إلى ما ربته عليه والدته الأميرة الجوهرة التي كانت مولعة بالفروسية وما يدور في شأنها، التي ألحقت بقصر الحكم في الرياض إسطبلًا للتدريب على ركوب الخيل أوكلت التدريب فيه لخيرة فرسان نجد في زمانها فكانت النتيجة إعداد فرسان ساهموا مساهمة فاعلة في حملات الملك عبدالعزيز لتوحيد مختلف مناطق المملكة العربية السعودية. القاعة الخامسة: حياته الخاصة معروضات هذه القاعة تحكي عن كيفية علاقة الملك بالمحيطين حوله من أهله وأبنائه وأحفاده وإخوانه وكذلك أصدقاؤه والعاملون معه وشعبه وكيف كانت علاقته بجيرانه قبل وبعد توليه الحكم. وتحكي المعروضات كيف كان الملك خالد نقي السريرة واضح التوجه صدره يتسع للجميع ويرحب بالجميع، كان يرحمه الله متسامحًا ودودًا حتى أن ما يحكى عن بعض علاقته بعامليه هي ما أوردها من مصدر شفاهي عنه أنه غضب على أحد العاملين لديه ذات مرة وكان الملك حينها أميرًا، وذلك لتدخله فيما لا يعنيه فأمره بمغادرة القصر فما كان من الرجل إلا أن التجأ إلى زوجة الملك خالد الأميرة صيتة الدامر -أمد الله في عمرها- لمعرفته بمكانتها من قلب الملك خالد وبحكم معرفتها برحابة صدر الملك وتسامحه نصحت الرجل بألا يغادر وأن يصلي الفجر قريبًا من الملك قدر المستطاع حتى يراه فما كان منه إلا أن استجاب لما نصحته به حيث صلى إلى يسار الملك وعندما أنهى صلاته ابتسم الملك ابتسامة خفيفة ولم يتحدث إليه، وفيما بعد ذلك طلب الملك إحضار الرجل وطلب منه عدم تكرار فعلته، ثم أمره بتجهيز نفسه لمرافقته إلى الطائف كما طلب منه أن يذهب قبلها إلى أم فيصل لتعطيه أمانة فما كان منها إلا أن اعطته بعض الجنيهات الذهبية لتطييب خاطره والتهدئة من روعه. القاعة السادسة: ملك قريب من اللّه الأمثلة على النزعة الدينية التي تلازم “الخالد” بسيرته العطرة كثيرة وليس من شيء أدل عليها من تصميمه على إعادة ترميم الحرم المكي الشريف وتجميله بالأرضيات وأعمدة الرخام البيضاء وإعادة فرشه بالسجاد الفاخر في وقت قياسي لم يتجاوز الشهر الواحد ليفتح على مصراعيه جميلًا آمنًا نظيفًا معطرًا كسابق عهده وأكثر بعد الدمار الذي ألحقته به فئة جهيمان الباغية واستحلالها لحرمة الدم فيه وفي ردهاته واستخدام السلاح داخل أروقته وفي مختلف نواحيه، كما تعداه إلى غيره من مكةالمكرمة بشكل عام والمشاعر المقدسة على وجه الخصوص، ومنها ما قام به من إقرار مشروعات جديدة تخطت تكلفتها 50 مليار ريال وشملت 13 نفقًا منها: أنفاق أجياد والمسفلة وشعب عامر والسليمانية، وجسور معلقة كثيرة في عرفات ومزدلفة ومنى، وطرق دائرية ومواقف كبيرة للسيارة وطرق للمشاة تتخلل الجمرات والمسجد الحرام وتخلل مختلف المشاعر الأخرى، إضافة إلى استكمال دراسة استبدال الخيام القديمة بخيام جديدة مقاومة للحريق وهو ما تم تنفيذه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى إلى ما قام به من استكمال اهتمامه ببيت الله الحرام ممثلا في كعبته الشريفة والتي أهداها مصنعًا متكاملًا لنسج كسوتها وبابًا يعد تحفة من تحف الفن الإسلامي الفريد. القاعة السابعة: رجل الإنجازات التاريخية تشير هذه القاعة إلى المشروعات الاقتصادية الكبرى التي لا يقتصر عائدها الربحي على المدى القصير، تلك المشروعات العملاقة جاء منها إنشاء وزارة الصناعة والكهرباء والهيئة الملكية بالجبيل وينبع وشركة سابك العملاقة هذا على مستوى مسيرة التنمية الاقتصادية، إذ تعدت مشروعات التنمية الاقتصادية إلى غيرها من المشروعات التنموية ومنها مشروعات التعليم إذ أمر -يرحمه الله- ببناء جامعتي أم القرى والملك فيصل وتوسيع الجامعات القائمة وزيادة نواحي الطاقة الاستيعابية فيها حتى أن جلالته قام بنقلة هائلة في برامج الابتعاث الخارجي حتى أنه تجاوز في فترة من الفترات ال 25 ألف طالب وطالبة في جميع التخصصات إلى ما قام به من إنشاء مطاري الملك عبدالعزيز والملك خالد إلى ما لازم ذلك من إنشاء العديد من المطارات الإقليمية، وكذلك ماقام به يرحمه الله من إنشاء شبكة واسعة من الطرق السريعة والجسور والأنفاق، إضافة إلى شبكة اتصالات هاتفية وتلفازية وإذاعية متقدمة ولم يكتف بذلك فحسب بل قام بإنشاء جائزة لجلالة الملك خالد المثالية للمصنع المثالي تمنح للمصنع، الذي تتوافر فيه أعلى مستويات السلامة الأمنية والصيانة وجودة الإنتاج كما أمر بتخصيص جائزتين الأولى باسم “وزارة الصناعة والكهرباء للصيانة” والأخرى باسم “جائزة مركز الأبحاث والتنمية الصناعية للسلامة” للمصنعين اللذين يحققان أعلى مستوى في المجالين إلى ما احتوته هذه القاعة من نموذج لباب الكعبة المشرفة. باب الكعبة المشرفة والملك الجليل في شهر 5 من عام 1398ه كان جلالته يؤدي الصلاة في المسجد الحرام فلاحظ أن باب الكعبة كان اعتراه العديد من العوامل التي تدل على قدمه وتهالكه ذلك الباب الذي صنع عام 1363ه فما كان من جلالته إلا أن أمر بصنع باب من حديد بمواصفات متطورة بديلًا للباب القديم إلى الباب الآخر، حيث يغيب عن أذهان الأغلب إن لم يكن الجميع أن للكعبة بابين بابها الملاصق للركن اليماني وبابها الآخر داخلي ويسمى باب التوبة، وبوشر في وضع الدراسات للبابين بما يقارب ال 300 ألف ريال تحت إشراف المصمم منير الجندي وأنشئت ورشة خاصة يشرف عليها شيخ الصاغة في مكةالمكرمة في تلك الفترة أحمد ابراهيم بدر مع عدد من الفنانين المهرة أما الآيات التي كتبت على باب الكعبة فكانت بخط عبدالرحمن أمين وتضمنت التصميمات النهائية تمازجًا بين باب الكعبة وكسوتها واعتماد خط الثلث في كتابة الآيات الكريمة وغيرها من كلمات مكتوبة مع الزخرفة حفرًا ونقشًا بالذهب إلى نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر من الفضة وتم بأمر الملك خالد تأمين كميات كبيرة من الذهب بلغت 280 كيلوجراما عيار 99.9% وكلفت 13320000ريال أما باب التوبة -الباب الداخلي للكعبة- فهو مطابق للباب الخارجي من حيث الزخرفة والنقوش والخطوط، كما تم صنع قفل جديد للكعبة المشرفة بعد أن فاق قفله القديم في تلك الفترة 70 عاما.