انتابني نوع من الشوق للعودة مجددًا للكتابة من خلال جريدة المدينة الموقرة، صاحبة الفضل علي بعد الله، حينما بدأت الكتابة بها قبل خمسة وعشرين عامًا من الآن. ومما شاقني كثيرًا وجعلني أعود للركض مجددًا للكتابة ما سمعت وقرأت عن ذلك السمو الشامخ صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز والذي نزل حبه في قلوب أهالي منطقة الباحة كحب القلوب الظمأى للماء كما ارتقى في عيونهم شامخًًا كشموخ جبالها النيف التي يتراقص على أغصان أشجارها شتى أشكال الزهور الفواحة فمرحبًا بمقدمكم سمو الأمير فارسًا يمتطي صهوة جواده فأنت أهل لذلك وأنت خلف لخير سلف فمرحبًا بك تراحيب المطر عادة ما يستقبل بها أهالي المنطقة ضيوفهم وكل عزيز لديهم كما هي حناجرهم ما فتئت ترحب بك شيبًا وشبانًا والقلوب ترحب بك قبل الألسن فحياك الله وأعانك على تحمل المسؤولية. سيدي سمو الأمير: لقد نزلت قلوب أهالي المنطقة قبل أن يروك وأن تصل إليهم وذلك عندما استمعوا إلى تصريحاتك بعد الثقة الملكية وتعيينك أميرًا لها وعندما وصلت إليهم ترجمت تلك التصريحات على ارض الواقع بتواضعك الرفيع الجم عندما قبلت رأس ذلك الشيخ المسن وأخرى لمنعك رجال المرور فتح الإشارة لعبور موكبك وهذا فيض من غيض مما يبشرنا بالخير على يد سموكم الكريم مستقبلًا والذي أريد التحدث فيه وإن سبقني الكثير إلا أنه لا يمنع من الإشارة إلى أن هناك أناسًا في كثير من الدوائر الحكومية بمنطقة الباحة لا يعملون لصالح المنطقة والمواطن، إنما يعملون لصالح أنفسهم ومحسوبياتهم، عاملين بالمثل الذي يقول (شيلني واشيلك نفعني وانفعك) واللعب من تحت الطاولات في المناقصات. أدعو الله سيدي أن تضع يدك على هذه العلة المستشرية وتجتثها من أصولها. سيدي سمو الأمير: منطقة الباحة عروس متوشحة بأجمل ما تكون عليه من الطبيعة الخلابة المكتسية بالأشجار المتنوعة وبورود الأزهار التي ليست من صنع الإنسان، إنما من صنع الخالق جل وعلا، نحتاج من سموك لمسات بسيطة ثم تزف إلى جوار العرائس التي سبقتها أمثال (أبها والطائف). سيدي: إنها تنتظرك وهي في مخبئها لتلبسها تاج العرس الذي لم تتوشح به طالما انتظرت حتى الآن، فخذ بيدها أيها الفارس وسر بها إلى الأمام. سيدي سمو الأمير: إن تواضعك لا يزيد إلا مهابة ورفعة وأنت مرفوع الهيبة والمقام سلفًا ومثمنين لك سمو الأمير تحدثك عبر الهاتف إلى نائب رئيس تحرير المدينة الأستاذ محمد علي الزهراني والتباحث معه حول ما كتبه في عموده اليومي، ذلك كان محل تقدير وإعجاب كل من سمع أو قرأ عن تلك المحادثة ووعدك بالقضاء على الفساد الإداري ولو في مكتبك. سيدي لقد دخلت قلوب الناس بدون استئذان وبنيت لك مكانة فوق هام السحب مكانة أنت تستحقها إننا نكرر ترحيبنا بك بين أهلك وعشيرتك فقد رحبت بالمواطنين واستضفتهم في منزلك وليست غريبة عليك فوالدك الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله عندما تقلد الحكم قبل ستين عامًا من الآن زار منطقة الباحة وتفقد أحوال أهلها وأغدق عليهم من الخير والعطايا صغيرًا وكبيرًا ذكرًا وأنثى فرحمة الله عليه رحمة الأبرار. وها أنت تطأ قدماك موطئ قدمي أبيك لتعيد كتابة تاريخ الوفاء والتواضع والمصداقية والكرم فشكرًا لك سمو الأمير من الأعماق. كلمة أخيرة: أدعو الله أن يهيئ لك البطانة الصالحة التي تدلك على الخير وتعينك عليه وتبعد عنك شر الأشرار من النفعيين منهم والمتملقين.. آمين. أحمد عيدان الزهراني - الباحة