الحروف تعجز عن فرحتنا بتولي سمو الأمير مشاري بن سعود إمارة منطقة الباحة، ومهما خاطب البلغاء وصدحت به حناجر الشعراء، فلن يستطيعوا التعبير عما في جوانحنا من تقدير واعتزاز لفوزكم بالثقة الملكية الغالية لشغل هذا المنصب الرفيع، فسموكم من فرع دوحة كريمة بسطت عدالتها على أنحاء هذا الوطن منذ زمن بعيد، ولا غرو فمن شابه أباه فما ظلم، ولقد أثلج صدورنا وبلغ بنا الإعجاب مبلغه ما يتمتع به سموكم من أريحية عظيمة وتواضع جم وخلق كريم، وهي صفات نبيلة لا تجتمع إلا في عظماء القادة، ظهر ذلك جلياً من خلال مقابلتكم أهالي منطقة الباحة لدى وصول سموكم إلى هذه الديار، وهذا الحدب العظيم والحنو الكبير والروح المسؤولة تنم عن معدن أصيل وخلق نبيل. سيدي: نحن أبناء الأطاولة بوابة المنطقة الشمالية للباحة نعلم مدى حرصكم على تطوير المنطقة بأسرها، والمساواة بين محافظاتها فيما يخدم المصلحة العامة، ويحقق رفاهية المواطن، ولقد كانت الأطاولة ونحن على مقاعد الدراسة الأولى قبلة لما حولها من البلدات والقرى، فهي منذ الأزل حاضرة الجزء الشمالي الشرقي من منطقة الباحة، وكبرنا ونحن نرى كل البلدات من حولنا شملها التطور في هذا العهد الزاهر، والأطاولة تسير آلية تطويرها ببطء شديد مع أن موقعها يجذب الاهتمام بها ويدعو إلى تطويرها. إن كل بلدات المحافظات الأخرى من حولنا قد حققت قفزات قياسية في مجال التطور الحضاري وخدمات الأهالي، والأطاولة لا تتمتع بمعظم المرافق الأساسية التي من شأنها خدمة المواطن وراحته من عناء التنقل بين المحافظات لتسيير أموره، فمثلاً هي تفتقر إلى بعض فروع الدوائر الحكومية، والى فتح فروع لجامعة الباحة، والى الاهتمام بناحية السياحة باعتبارها واجهة المنطقة الشمالية، ولنا في سموكم بعد الله النظر إلى واقعنا، وكلنا أمل في أن تتغير أحوال منطقتنا إلى الأحسن إن شاء الله، و أن تلبس في عهدكم الميمون ثوباً تنموياً زاهياً يرقى بها إلى مصاف المحافظات الأخرى، وأن تكون بصمات سيدنا مشاري واضحة جلية على هذه المدينة. حفظ الله سموكم من كل مكروه، وسدد على درب الخير خطاكم، ودمت في حفظ الله ورعايته. بخيت محمد الساهر - الأطاولة