ستكون الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية، التي ستنطلق في الفترة من 23 إلى 31 من شهر أكتوبر الجاري، دورة استثنائية بلبسها أثواباً من الاحتفاليات.. ففضلاً عن انتظامها في سنة السينما، ستواكب الدورة الاحتفال بالسنة الدولية للشباب عبر إتاحة الفرصة لهواة الفن السابع لمواكبة فعالياتها، وعليه تم تمكين الشباب المدرسي من متابعة عروض الدورة التي تفوق 55 فيلماً منها 15 فيلماً إفريقياً وعربياً سيدخلون المسابقة الرسمية بأسعار رمزية، وهي خطوة تهدف إلى مصالحة الشباب مع قاعات السينما.. الحدث الثاني يتمثّل في مواكبة الأيام لاحتفالات تونس برئاسة المنظمة العربية، وفي هذا الإطار تم تخصيص ندوة شعارها «السينما والمرأة» ستُرصد لها جائزة لأحسن فيلم يغوص في عمق قضايا المرأة، فضلاً عن توجيه الدعوة لإحدى السينمائيات العربيات لتكريمها على إنجازاتها في الحقل السينمائي.. وبخصوص الأفلام الإفريقية، ستشهد هذه الدورة ولأول مرة دخول أفلام من كينيا وجنوب إفريقيا ناطقة باللغة الإنجليزية في المسابقة الرسمية. أحدث وأهم الأفلام تتميّز أيام قرطاج السينمائية، كغيرها من المهرجانات الكبرى للسينما في العالم، بعرضها لآخر وأهم الأفلام المنتجة. فضمن فعاليات المهرجان، وفي إطار أقسامه المتعددة، سيتمكن روّاد هذه التظاهرة من مشاهدة أفلام هامة، على غرار فيلم الافتتاح «إنسان يصرخ» للمخرج التشادي محمد صالح هارون وهو الفيلم الحائز على الجائزة الكبرى للجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الأخيرة. حفل الافتتاح سيحتضنه، على غرار الدورة الماضية، المسرح البلدي بالعاصمة، وسيتضمن تكريماً لكل من: * الممثلة الفلسطينية هيام عباس * المخرج الجزائري رشيد بوشارب * المخرج اللبناني غسان شلهب * الممثل والمخرج المالي الراحل مؤخرا سوتيغي كوياتي والذي أسندت له الدورة 22 من المهرجان (التانيت الشرفي» عن مجمل أعماله. أما المسابقات، فتتنوع ما بين مسابقة الأفلام الطويلة التي تتكون لجنة تحكيمها من: الموسيقي أنور براهم (تونس) والممثلة إلهام شاهين (مصر) والروائي عتيق رحيمي (أفغانستان) والمخرج عبدالرحمان سيسكو (موريتانيا) والممثلة ناتالي باي (فرنسا) والمخرج هايلي غيريما(أثيوبيا)، ومسابقة الأفلام القصيرة تنضم إليها مسابقة الأفلام الوثائقية التي أضافتها هيئة الدورة الحالية تشجيعاً منها لهذه النوعية من الأفلام التي يتكثف إنتاجها سنوياً، ويذكر أن هذه الهيئة لم تعلن بعد عن اختيارها النهائي عن الأفلام التونسية التي ستشارك في هذه الدورة، غير أنه من المؤكد (حسب مصدرنا) أن يقع الاختيار على ثلاثة أفلام من ضمن أربعة تم ترشيحها، اثنين منها للمخرجة الشابة عائدة بن علية وهما «دار جواد» إنتاج (2009) و«وقائع احتضار» (إنتاج 2010) إلى جانب فيلم «النخيل الجريح» لعبداللطيف بن عمار و«أخر ديسمبر» لمعز كمون. ومن أهم الأفلام العربية والإفريقية المشاركة، نجد ضمن القائمة فيلم «ميكروفون» للمخرج المصري أحمد عبدالله الذي يتناول عالم الفرق الموسيقية والفنانين، وسيمثّل الجزائر فيلم «رحلة إلى الجزائر» للمخرج عبدالكريم بهلول مستوحى من قصة حقيقية عن امرأة تجد نفسها وحيدة مع أبنائها بعد استشهاد زوجها في حرب الجزائر. ومن أفريقيا الجنوبية يشارك فيلمان هما: «دولة العنف» للمخرج خالو ماتابان و«شيرلي ادامس» لاوليفيي هيرمانيس ويطرح مشكلة الفقر المدقع. وسيمثّل كينيا فيلم المخرجة هاوا اسومان «سول بوي» الذي يصور حياة الفقر في أحد أحياء كينيا. ومن سوريا يشارك فيلم «مرة أخرى» من تأليف وإخراج جود سعيد ويقدم العمل مقاربة فنية نقدية غير رسمية للعلاقات السورية اللبنانية. أما من لبنان، فسيدخل غمار المسابقة الرسمية فيلم المخرجة الشابة ديما حر «كل يوم عيد» ويصور يوماً من حياة ثلاثة نساء من بيئات مختلفة يجمعهن لقاء بمناسبة زيارة للأقارب في السجن في يوم عيد الاستقلال. ومن الأردن يشارك فيلم «ترانزيت سيتيز» (مدن الترانزيت) للمخرج محمد هسكي. وسيمثّل أوغندا فيلم «إيماني» للمخرجة كارولين كاميا. وستُعرض في إطار أقسام المهرجان العديد من الأفلام الهامة، من بينها فيلم «فينوس السوداء» للمخرج التونسي الفرنسي عبداللطيف كشيش وهو فيلم يصور العنصرية التي تعرّضت لها امرأة سوداء اللون مما حفّز العديد من المنظمات الدولية للدفاع عنها وقد شارك هذا الفيلم مؤخراً في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي ورشحه النقاد للجائزة الكبرى للمهرجان وستشهد دورة أيام قرطاج السينمائية لهذا العام أيضاً عرض 7 من أفلام هذا السينمائي الذي شغل العالم بأعماله خاصةً فيلمي: «أهالي» ( 2006) و«خارجون على القانون» (2010) اللذين تأكد عرضهما في هذه الدورة إلى جانب أفلام «العصا الحمراء» (1985) و«شاب» (1991) و«السينغال الصغيرة» (2001) و«نهر لندن» ( 2008) و«غبار الحياة» (1995).