اللقاءات التي تعنى بطرح المشاكل واقتراح الحلول وتتسم بالصراحة والشفافية تستحق الإشادة، وهذا ما يخرج به المتابع للقاء وزير العمل المهندس عادل فقيه مع رجال الأعمال المنشور بجريدة المدينة في اليوم التاسع من الشهر الحالي، وكان الوزير صادقاً مع نفسه عندما قال: (أنا ما زلت وزيراً متدرباً) أي أنه لم يسبر غور وزارته بعد، فنعم الصراحة والموضوعية. وقد ركز اللقاء على أمور غاية في الأهمية، كالفساد والخلل في استخراج تأشيرات الاستقدام، والمشاكل التي نتجت عن العمالة المنزلية، ومعضلة البطالة الكأداء التي نعتها رجل الأعمال صالح كامل بكلمة «عيب»، التي تعنى بكل ما يخل بالأخلاق والأعراف النقية والأداء الفردي والجماعي، فالنعت الذي عناه رئيس الغرف التجارية لم يقتصر على البطالة، بل إن من العيب انتشار الفساد الإداري في كثير من القطاعات الحكومية والخاصة، ومن العيب أن تقفل أبواب الجامعات في وجه الكثير من خريجي الثانوية العامة، ومن العيب أن يُحيَّد المواطن عن أسواق العمل بسبب كثافة العمالة الوافدة. ومن العيب أن تفتعل مشاريع وهمية لهدر الأموال العامة، ومن العيب أن تحفى أرجل خريجي الكليات المهنية والصحية بحثاً عن العمل ولم يُلتفت لهم. بينما لجان التعاقد تتعاقب لسد الفراغ الكبير من نفس التخصصات، ومن العيب أن لا تُفعَّل قرارات الإصلاح الإداري من كثير من المسؤولين التنفيذيين. ومن العيب أن يستخف بالمراجع من بعض الموظفين وكأنه غير صاحب حق بمراجعته، ومن العيب أيضاً أن تقتصر البطالة على السعودي دون الوافدين الذين تتلقفهم المؤسسات والشركات دون شروط تعجيزية. فمشروع السعودة من المشاريع الصائبة التي لو طُبِّقت لانتفت نسبة كبيرة من البطالة في بلادنا، ولكن طالما العمالة الوافدة على (قفى من يشيل) والمواطن السعودي يواجه شروطاً تعجيزية قبل التعيين وتعسفاً بعد التعيين، ويقف وراء تعثر مشروع السعودة كثير من رجال المال فسيبقى مشروع السعودة يراوح دون تقدم. وستزداد نسبة البطالة التي يُخشى من عواقبها في الوقت القريب والبعيد.. والله المستعان.