يعرِّف إدوارد تايلور الثقافة على أنها: « ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعارف والمعتقدات والفنون والآداب والأعراف والقوانين وغير ذلك من منجزات الإنسان كفرد أو كمجتمع» أما الهوية فهي كما قال عنها علماء علم الاجتماع:«مفهوم ثقافي تاريخي يتكون لدى الفرد من خلال ثقافته التي يعيش فيها». ويعتبر كل من الدين واللغة الرابط المشترك فيما بين أفراد المجتمع، وعبرهما تُثمر الثقافة والهوية، وما يميزنا كأمة مسلمة عربية أن ثقافتنا العربية غنية وعريقة ضاربةً جذورها في عمق التاريخ، ولكنها لا تخلو من بعض الخلل الذي يهدد كيانها، والذي أثر فيما بعد على التركيبة الاجتماعية، فتولدت مجتمعات ذابت كليًا في الثقافة الغربية، وأدى هذا إلى تهديد كيانها وضياع هويتها فلا هم إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ينتمون. وبما أن لكل مجتمع خصوصيته، وفكره الذي يولد ثقافته، فلنا نحن أيضًا خصوصية نرسم ملامحها، وفيما بين تعرجات خطوطها وتمايز ألوانها تشكلت هويتنا، وأعني بذاك الهوية الدينية والوطنية واللغوية، التي ترتكز على -إرث كبير من الخبرات والتجارب والمواقف- فانصهرت مع بعضها البعض، وكانت الثمرة ثقافة تمتلك الرؤى المستنيرة والمباديء القويمة والقيم الإنسانية الأصيلة لثوابتنا وتاريخنا وحضارتنا. ولا يمنع هذا أن نكون كغيرنا ونُشَرِّع أبوابنا على الثقافات الأخرى، وينهل وَعْيُنَا منها ما يتوافق مع ثوابتنا وعاداتنا وتقاليدنا، على أن تكون لنا في المقابل بصمة قوية نعبُر بها ثقافاتهم كما عبرُونا، وحتى لا يحدث الخلل الذي أصاب ثقافات غيرنا، علينا أن نعي أن هناك بونا شاسعا بين من يفتح الباب لها ليحقق التنمية الإنسانية المستدامة، وبين من يسلم نفسه لها فتذوب هويته على أعتابها. مرصد.. للثقافة دوركبير، وهي الأساس في بناء الإنسان الذي هو أحد أهم بنود الاستراتيجية نحن في قبلة المسلمين وأقدس بقعة للإنسان المسلم ومهبط الوحي ونحن في المكان الذي نزلت فيه أول كلمة في القرآن وهي اقرأ أي بحروف عربية نحن في مهد ولادة آخر الرسل والأنبياء وهو عربي كيف نقبل لأماكننا ومؤسساتنا ومبانينا وشوارعنا أن تتوهج بكلمات وبحروف وبأسماء أعجمية... خالد الفيصل.