عن مطابع الحميضي صدرت الطبعة الأولى من كتاب “أطايب القِرى من أدب القرى”.. قدم فيه مؤلفه الباحث محمد بن زياد الزهراني «قراءة لجوانب مضيئة من تراث زهران وغامد في منطقة الباحة”. أشار في مقدمته إلى أن “الفكر والمقولات والحكم والأمثال والأشعار الجزلة ليست حكرًا على أصحاب التأهيلات العليا وذوي الاختصاصات الفريدة”، وعلى هذه الفرضية يشير زياد في سياق المقدمة نفسها إلى “أن ما يرد في هذا الجهد المتواضع من مقولات وحكم وأشعار وعادات وتقاليد نشأت في الأصل عن قوم لا يحملون تأهيلاً علميًّا بل إن بعضهم لا يحسن القراءة ولكنهم اختطوا لأنفسهم طرقًا في ظلام الليالي الحالكة فوصلوا النور، واختط غيرهم طرقًا في النور فوصلوا إلى الظلام”. في ضوء هذه المقدمة مضي الباحث زياد في كتابه المقسم إلى سبعة فصول تضمنت صفحاته ال 287 العديد من الموضوعات في الضوابط والروابط الاجتماعية وفن الخطابة والفكر إضافة إلى ما ضم الكتاب في ثناياه من مختارات من الحكم والأمثال الشعبية في أشعار زهران وغامد وتناول العديد من المفردات الشعبية والتي تحاكي تراث المنطقة. كما تخلل الكتاب أيضًا وصف دقيق لأهل المنطقة وما يتميزون به من الجد والنشاط والاتزان، كما قدم الكتاب ربطًا للمفردات الشعبية والتي تدرج لدى أهل المنطقة واللغة العربية الفصحى مما يدلل على فصاحة أهل المنطقة، وضم الباحث في ثنايا كتابه العديد من القصائد الشعبية، كما لم يغفل الشاعرات الشعبيات وفصاحتهن حيث تناول ذلك في صفحاته، بجانب تعرضه لفن الراجز الموروث الشعبي لدى أهل المنطقة ليخلص الكتاب بالخاتمة ومصادر البحث والتي وصلت إلى 17 بحثًا ومرجعًا.