حينما تفقد معاني الانسانية وحينما يتخلى المعلم عن مبادئه في العملية التربوية ويتخذ منهاج الضرب المبرح وحينما يفقد ذلك المعلم ابوته الحانية بين طلابه ويختال بعصاته ويجعل منها نبراسا لشخصيته حيث تنهال على اجساد البراءة الطاهرة وتصبح هي لغة الحوار لديه... حينها يصبح المعلم غير لائق للتعليم.. اصبحنا نخاف على ابنائنا من بطش بعض المعلمين اكثر من الاستفاده من علمه!! اقدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين في الآونه الأخيرة على تجربة المدارس الرائدة وأول من عمل على هذا النظام بعض المدارس بالمدينةالمنورة حيث قدمت نموذجا رائعا للعملية التربوية المتقدمة وأتذكر في احدى السنين زيارة وفود من خارج المملكة لمشاهدة تلك التجربة الناجحه حينما كنت عضوا باحدى تلك المدارس الابتدائية.. ولكن للأسف تكررت المآسي من ضرب مبرح وشتم بالفاظ بذيئة من احدى المدارس المتوسطة الرائدة ففي العام الماضي وللأسف الشديد كان الفارس الجلاد هو وكيل المدرسة فكانت اللغة الأم لديه هي حمل العصا والضرب غير مبالٍ للأنظمة واللوائح او حتى لحقوق ابنائي كبشر وتكررت غزواته عدة مرات معلمة على اجسادهم البريئة وتقدمت بشكواه الى ادارة التعليم وانتهى الحال بعزله من مهامه كوكيل في المدرسة.. واليوم تكررت عدة مرات من مصارع آخر مدرس لغة عربية واستخدم جميع فنون القتال من ضرب بالعصى ورفس وركل ويتغنى بما لذ وطاب من انواع الشتائم البذيئة والتي لا تليق بمسلم فما بالنا بمعلم الأجيال صاحب القدوة !! الى متى ونحن نعاني من هؤلاء الذئاب البشرية المحطمة نفسيا ويأخذون من قانون الغاب شعارا لهم وتناسوا تلك الرسالة والأمانة المنوطة اليهم.. فالمعلم هو الأب الحاني يعلم ابناءنا من علوم وتعديل سلوكياتهم لا تعليمهم المصارعة والكلمات البذيئة!! الى مسؤولي وزارة التربية والتعليم حفظهم الله مثل هؤلاء تجعل مخرجاتنا التعليمية سيئة كما تجعل العديد من ابنائنا يكرهون مقاعد الدراسة.. لقد وضعتم خططكم الاستراتيجية في فكرة المدارس الرائدة لتقتدي بها جميع المدارس الأخرى فكانت موفقه ولله الحمد ولكن كيف يكون الحصاد مثمرا ويانعا اذا لم نزل تلك الحشائش الضارة والتي قد تفسد غرسنا وغرسكم... وفقكم الله الى ما يحبه ويرضاه هاني ابراهيم مظهر - المدينة المنورة