في ليلة استثنائية صفق لها الحضور كثيرًا، نظم مركز حمد الجاسر الثقافي مساء أمس الأول بمركز الملك فهد الثقافي، ندوة بعنوان: «في ذكرى غازي القصيبي»، برعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وبمشاركة عدد من الوزراء وجمع كبير من الأدباء والمثقفين، تقدمهم الوزير الدكتور عبدالعزيز الخويطر، والدكتور محمد عبده يماني، والدكتور سليمان السليم، والمهندس عبدالعزيز الزامل، والأستاذ عبدالرحمن السدحان، والشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع، وبإدارة محمد رضا نصر الله، وبحضور ومشاركة ضيوف من داخل المملكة وخارجها. افتتح وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الندوة بكلمة قال فيها: «ولد غازي وفي فمه بيت من شعر وحمل الحقيقة الإنسانية المطلقة حقيقة الشعر فانسكب الشعر على لسانه فياضًا فهو لم يتصور نفسه إلا شاعرًا فالوزارة والسفارة والإدارة كلها قصائد تنبع من روح القصيبي». وتوالت بعد ذلك المداخلات والتي بدأت بصديق طفولته الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع والذي ذكر قصيدة غازي المفضّلة ثم القصيدة التي كتبها غازي في حفيده فهد وردّه عليها. ثم ذكر وزير التجارة سابقًا الدكتور سليمان السليم أيام شقتهم في مصر والتي كتبها غازي القصيبي كرواية بعنوان «شقة الحرية»، وتحدث عن كيف كانت حياتهم من مشقة تخففها روح المحبة والتعاون السائدة بينهم، وختم حديثه بالقول بأن رواية «شقة الحرية» أبدع فيها غازي بخياله الخصب بينما هي في الواقع شقة عادية. ودعا الدكتور السليم النقاد والأدباء إلى التمعن في سيرة الراحل وتاريخه الحافل بالإنجازات. كما شارك الأمين العام لمجلس الوزراء الأستاذ عبدالرحمن السدحان باستعراض جانب من مواقفه مع الراحل إبان دراسته في أمريكا، ووصف القصيبي بأنه صاحب قامة وكتاب مفتوح، وتطرق إلى معارضيه ومنتقديه مبيّنًا أن الراحل خاض معارك رأي، مستعرضًا مآثره في عيون من عرفوه والمواقف التي مر بها. وأكد أن غازي القصيبي كان متميزًا في مراحل دراسته، وقال إن بحثه لنيل شهادة الماجستير درست في الجامعة التي تخرج منها ليكون بذلك أول باحث يحصل له هذا الشرف، كما تحدث عن حياته العملية وزيرًا، مشيرًا إلى ضرورة إحياء ذكراه. فيما شدد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر على أن غازي القصيبي نجح في كل وزارة تولى منصبها، مشيرًا إلى أن الرجل يحمل فكرًا وسياسات معينة وأنه عملاق في كل شيء لمسه وأنه أبدع في كل عمل قام به. وتحدث الدكتور الخويطر عن حياة القصيبي العلمية فقال إنه كان يحمل قوة ومخزونًا علميًا وثقافيًا، كما استعرض أنماطًا من شعره الذي أكد أنه أجاد فيه. وأوضح الدكتور الخويطر أن الكثير يعتقد أن فكري ومنهجيتي هي نقيض فكر ومنهجية غازي القصيبي وهذا غير صحيح والدليل أنه كان يُنيبني عنه في الوزارة أوقات عدم تواجده، غير أنني أسير بتأنٍ وغازي يقفز قفزات هائلة وجريئة. وأضاف: كنا في كل اجتماعاتنا نستأنس برأي غازي وننتظر بأن يفرغ الاجتماع لأخذ الورقة التي كانت أمام غازي وكنا نجدها إما رسمًا لأحد منا أو شعرًا يصف فيه أحداث الاجتماع بكل تفاصيله وبشكل فكاهي. بينما عبّر الدكتور محمد عبده يماني عن سعادته بالمشاركة، وقال: لقد شهدت الدكتور غازي رحمه الله في أكثر من مناسبة فهو مؤمن محتسب وهو رجل غلب شعره سياسته، مؤكدًا أن اللفظ والأسلوب الذي يتمتع بهما الراحل في قصائده وتعبيراته عند إلقائه شعره متميزان، كما استعرض جوانب من قصائده. وقال الدكتور يماني: كان غازي القصيبي لا ينكف عن مشاكستي في كل اجتماع مجلس للوزراء، فتجده إما يكتب قصيدة يصف بها برامج التلفزيون والإذاعة، وإما أن يكون اجتماع مجلس الوزراء سريًا في جميع جوانبه فيقول والضحكة تكسو مُحياه ماذا سوف تصرح لوكالة الانباء؟ وخُتم اللقاء بحديث المهندس عبدالعزيز الزامل عن السنوات الثماني التي قضاها مع الدكتور القصيبي في العمل حيث كان يصنع القرارات، ووصفه بأنه واضح التفكير سريع البديهة ويتوقع الإنجاز ويساعد في كل مجال، مبيّنًا أن الاهتمام الأول لديه رحمه الله كان تنمية القوى البشرية، ودعا لأن يكون هناك تكريم للفقيد من خلال إنشاء كرسي باسمه، كما تحدث عن المرحلة التي عمل بها مع غازي في تأسيس شركة سابك، وقال: سبع سنوات ونحن نؤسس في سابك وكانت سابك ثمرة من إنجازات غازي القصيبي فقد كتب نظامها وأسّسها بطريقة جعلتها تنافس دول العالم، حيث كانت أولوياته في سابك هي تدريب وتطوير القوى العاملة، وبالفعل بهذه الأولوية نجحنا في سابك. الجدير بالذكر أن الندوة تأتي في إطار الأنشطة الثقافية والمبادرات في إحياء ذكرى الأديب الراحل الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- وقد تناول المشاركون فيها جوانب مختلفة من شخصية الراحل شملت: طفولته وتعليمه وحياته الشخصية والاجتماعية والجوانب الأكاديمية والعلمية والادبية ودوره في عملية التنمية. وحظيت الندوة بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والمسؤولين والإعلاميين.