لم أزر يومًا ملحقية من ملحقياتنا في دولنا العربية إلا وقد خرجت منها راثيًا للثقافة فيا بؤس الثقافة في ملحقياتنا، فهل من أهداف مرسومة لهذه الملحقيات، وهل من تنظيم فاعل لهذه الملحقيات ومن جانب هل من صلاحيات لهم، وأهداف مدونة، ومناهج موضحة لهم. ومن خلال النظر في الملحقيات تشكل عدد من المظاهر حول ملحقياتنا في بلادنا العربية ومنها 1_ إن هذه الملحقيات لا تمثل ثقافة الوطن فمظهرها ومحتواها لا يعطي صورة عن الثقافة الوطنية الرائعة في تنظيمها فنحن نفتقد الكتب الفكرية، والوطنية ،والإبداعية والنتاج الثقافي الضخم من حيث وجودها والقدرة على تزويد الزائر بها بل عرضها والتعريف به. 2_تفتقر الملحقيات لموظفين يحملون هم الثقافة الوطنية وهاجسها، وذلك من حيث مقابلة المثقفين والإعلام للثقافة، ومن حيث قدرة المسؤول على متابعة المنتج الثقافي للبلاد، وعرضه وطلبه، ومن حيث التعرف على مواطن الثقافة داخل الدولة التي فيها الملحقية، وكذلك ليس عند موظفي الملحقية الغوص في أعماق مضامير الثقافة من الجامعات والمؤسسات الثقافية؛ لتزويدها بنتاج المثقف السعودي، فهل هذا من مسؤوليتها وهل هذا من أهدافها. 3_الملحقيات لم تعن بالإعلام الثقافي لوطنها ولمبدعيها ولمثقفيها. 4_الملحقيات لم تهتم بأي مثقف يفد إليها، لا تعريفًا بالملحقية، ولا تكشف له عن مواطن الثقافة حتى يمثل وطنه ويكون وسيلة إعلام، ولا تدعم وجوده في المنتديات الثقافية. إننا أمام وطن احتل مكانة عالمية في المحافل الدولية والإعلامية والاقتصادية، وله مكانته الإسلامية، وأمام ملك كان الخطاب الثقافي من مهامه الأولى، وله أثره العالي وكل ذلك ينبض به الفكر السعودي وتكاثر الإبداع السعودي، وثقافة الوطن والحوار حولها، وكذلك تبلور التقدم الفكري الصحافي، ومعالجة القضايا، وحرية الطرح، والذي يوظف الجدل والحوار مع بروز الاختلاف، وكذلك نتاج الجامعات السعودية ونتاج البحوث والكتب التي تصدر من تلك المؤسسات وأغلبها خاضع للبحث العلمي والإبداع السعودي من الشعر والقص كل ذلك يحتل مكانه في الخطاب الثقافي العربي، لكن العثور على الذهب والألماس أسهل من العثور على الكتاب السعودي في البلاد العربية، ومن هنا فإن الخطاب السعودي مفقود في المؤلفات العربية، وهذه من مهام الملحقيات السعودية التي أهملته عبر العقود الماضية. وهي لم تعمل على إقامة الندوات التعريفية بالمفكر والمبدع والمثقف وكذلك بالكتاب، بل بالمصادر الثقافية المتعددة في بلادنا، إن النضج الثقافي في أحوج ما يكون إلى آليات تنويرية تبثه في أرجاء المعمورة من خلال الملحقيات. • وهمسة إلى موظفي الملحقيات لأقول لهم: إنكم تمثلون وطنًا كبيرًا يحمل قيمًا عالية، فهل كان ذلك الهاجس متجذر في نفوسكم، وهل تملكون الطموح لزراعة فكر هذا الوطن، وهل عندكم السلوكيات التي تفتح صدوركم لاستقبال مثقفي الوطن وإعطائهم حقوقهم، بل تلبون دعوة خادم الحرمين لكم برعاية كل مواطن سعودي، من يملك ذلك يمثل الوطن، والذين يتهاونون لعلهم يذلون. نريد تقصي الحقائق حول فعالية الملحقيات الثقافية وخضوع واقعها لحلقات نقاش وورش عمل وإصدار توصيات يُعمل بها، وتوضيح لوائح عاجلةٍ حتى يصدر التنظيم الذي يقوم على دراسة متأنية. (*) رئيس نادي تبوك الأدبي