مساء يوم الجمعة الماضية وبمدينة جدة كنت أحد المدعوين في الحفل المتميز الذي أقامه الشيخ أحمد حسن فتيحي تكريماً لصهره معالي المهندس عادل محمد فقيه بمناسبة تعيينه وزيراً للعمل، فقد رأيت في هذا الحفل صوراً جميلة لأسرة ناجحة ومترابطة وأسلوباً أدبياً رائعاً في حوار الضيف والمضيف، فلم تكن الكلمات مدحاً مصطنعاً ولا ثناء مبالغاً فيه، فكلاهما أي (الضيف والمضيف) يستحق أن يثنى عليه فلكل واحد منهما دوره الفاعل في خدمة المجتمع – عرفه من عرفه وجهله من جهله. وهذا جانب آخر من الحفل، ها هم الأبناء الجيل الثاني لجيل الرواد يشاركون بصور مختلفة فالطبيب الماهر يقرأ القرآن والمهندس يقدم فقرات الحفل، هؤلاء، وكثيرون غيرهم كما قال غازي القصيبي – يرحمه الله – وهنا تحلم البلاد بجيل، قال: يا مستحيل، كن مستطاعاً. وازداد الحفل والحوار حسناً وجمالاً بقصيدة أطربت مسامعنا بجمالها وحسنها وإتقانها، وأثارت فضولنا عن البلدة المعنية بقصيدته الرائعة، فقد كنت أجلس بجوار الدكتور وديع كابلي الذي التفت إلي مبتسماً وهو يسألني من هي؟ فرددت بعفوية ربما جدة، مدينة جدة، وازداد شوقي واشتياقي حين عرفت أنها مكةالمكرمة زادها الله تشريفاً وتعظيماً. كلمة سمعتها شدت انتباهي عندما اقتربت من معالي المهندس عادل فقيه لمصافحته فسمعت من يصافحه وهو يقول له: أعانك الله!! أعجبتني هذه الدعوة المخلصة وقلت في نفسي كلنا بحاجة لمن يدعو له بالعون من الله سبحانه وتعالى ولعل المسؤولين في الدولة باختلاف قطاعاتها ومستوياتها هم أحوج ما يكونون إلى من يدعو لهم بالعون من الله سبحانه وتعالى، أولى بنا أن ندعو بهذه الدعوة المخلصة لكل من تقلد المسؤولية بدلاً من انتقادهم وإلصاق العيوب بهم، فحياة هؤلاء ليست احتفالات وقصائد كما هي بادية لنا، بل جلّها عمل ونشاط وانتقال من مكان إلى مكان، لم أعش هذه الحياة ولكنني ألمس في وجوه من رأيتهم من المسؤولين الذين حضروا هذا الحفل أو غيره الصبر والعزيمة. أثلج صدري ما رأيته وجعلني أشعر بالأمان فنحن بخير ما دمنا ملتزمين بنعمة الحمد لله سبحانه وتعالى، فالحمد لله رب العالمين.