أثنى د. سلمان بن فهد العودة “المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم” على صفة الهدوء وأنها تفقد عند براكين من الانفجار والانفعال ويجب على الإنسان أن يحافظ على هدوئه وأن يكون لديه القدرة على ضبط النفس ثم بينّ العودة أن هناك فرقا بين الهدوء واللامبالاة فقال: الهدوء أن تكون حركة الإنسان محسوبة فحينما مثلا تعبر عن الامتنان لشخص يكون بهدوء كما ان الهدوء لا يعني إظهار الفوقية أو الاستعلاء على الآخرين، ويظهر الانفعال حينما يتقصد شخص استفزازك فيرد عليه بقوله تعالى : “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” وهذا ليس فيه صفة الهدوء بل هو قابل الاستفزاز بمزيد من الاستفزاز، فهدوء الكلمة هو جزء من المعرفة، والهدوء الروحاني يكون من خلال العبادات كلها، فلم تشرع العبادات لأجل معاناة بل المقصود هو بناء النفس وأن تتحول الحياة إلى معبد من خلال التسبيح والتفكر والتأمل، فالكثير لا يجد وقتا ليتأمل في ذاته ويستجيب للدوافع العفوية وإن هذا الشيء طبيعي بل يجب أن يقوم بعملية التصحيح فمثلا في رمضان إن سابه أحد يقول اللهم أني صائم فلا يواجه الضجيج بالضجيج أو الصراخ بالصراخ فهنا الصوم عملية تقوى. وأضاف العودة فقال : والسكينة لها ارتباط بالهدوء فهي نوع من الصفات المكتسبة وتطبع على الإنسان في كل ظروفه، فالغضب السريع وسريع الفيئة أي الرجوع هذا يجعل الإنسان يتصالح مع نفسه وأن يُراعي قضية السكينة وليست السكينة فحسب مرتبطة بالهدوء بل أيضا الطمأنينة وفي الحديث النبوي “لكل شيء شره ولكل شره فترة” فكل شيء فترة فمثلا الثورات هي عبارة عن اندفاع ثم بعد الثورة تبدأ في إنشاء دولة ويحصل الهدوء والاستقرار وربما يحدث حدرج لأن الثورة لم تف بالمبادئ التي اطلقتها أم قصرت مع الاتباع، كذلك طبيعة الحب في بدايته يكون فيه اندفاع بل حتى العمل نفسه في بدايته يكون ثمة اندفاع وحماسة له، فلكل شيء شره فهذا أمر فطري ليس مستنكراً لكن ليس مطلوبا إلى مالا نهاية بل لابد أن نعبر عنها بشيء من الهدوء والسكينة، وجميل ان يتحدث الشخص بهدوء وأن يكون عنده ابداع جيد وأن يفكر بهدوء لكن يجب أن لا يتحول الهدوء إلى برود وعلينا أن نعيّ ان الناس قد حصلوا على قدر من الهدوء ولم يحصلوا عليه دفعة واحدة فالميزة أنهم لم يستسلموا لهذا الاخفاق فحينما يرتكب خطأ يعود لنفس الموقف ويشعر بتأنيب ضمير ويعود نفسه على أن يستفيد من اخطائه، أيضا عملية الاسترخاء تساعد في الهدوء فالاسترخاء لا يتطلب دورات أو قراءة كتب أو غيره بل أن يكون عند الانسان القدرة على المراقبة الذاتية ولابد من التركيز على المشاعر الايجابية في حياته بدلا من السلبية، وأن يستدعي الخيال والجمال وقد لا يكون متصلا بصور أشخاص محببين لقلبك وإنما الخيال ان تتذكر شيئا جميلا أو موقفا حميميا أو تتذكر زوجتك وأطفالك ووالديك، كما ان الحب يورث أفضل المشاعر وأصدقها فمنه سمو الروح وتعلق العاطفة والحب ليس احساساً تقدمه لشخص بل هو ينبوع وبقدر ما تزيد مجاري الحب فهو يزيد فمثلا ابتسامة عابرة أو كلمة لطيفة فالحب يزيد مع الاستخدام كحال صدقة المال.