التفاهم والحوار والتعايش الدولي لا يعني بأي حال من الاحوال تعمد الاساءة للاديان والمعتقدات او التطاول على الانبياء والمرسلين والكتب السماوية .. واذا كانت هناك بعض الجهات والجماعات المشبوهة تدق الاسافين وتفخخ مرتكزاته فان من المفترض الا تساند اية دولة هذه التوجهات او تحميها وتشرعن لها بادعاء “الحفاظ على حرية التعبير” لان الحرية لا تعني بأي حال من الاحوال فوضى في المعايير التي تقود إلى الشحن الديني وبث الفرقة وايغال الصدور. ولقد ظهر هذا التوجه جليا في إعادة نشر كتاب للصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم بالدنمارك وعدم قيام كوبنهاجن بمنع توزيعه مما يؤدي إلى إنتاج الأزمة من جديد وإلى اعطاء الشعور بان القيادة الدنماركية بغضها للطرف عن هذه الفعلة الشنيعة بل وبادعاء وزيرة خارجيتها لين إيسبيرسن ان نشر الكتاب يأتي في إطار ما اسمته «حرية التعبير» تؤيد ذلك التوجه وهذا النهج ينسف جهدا كبيرا قامت به القيادات فى الدول الإسلامية للحوار بين الاديان والثقافات. والوصول إلى نقاط تلاق مشتركة للتعارف و لتبادل المصالح والمنافع. ان الاساءة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم خط أحمر لا يمكن السكوت عن تجاوزه وقد تبين ذلك في الرفض و الإدانات والشجب من قبل الدول الإسلامية لان النشر فيه جرح واهانة لمشاعر المسلمين فى جميع أنحاء العالم ويشكك في دعاوى التقارب التي تطلقها كوبناهجن ودوائر اخرى ولا سيما الدنمارك التي تلقت حكومتها رسائل من زعماء بعض الدول الإسلامية ومن الأمين العام للمنظمة تحثها على التدخل للحيلولة دون إعادة نشر هذه الرسوم ولكنها لم تفعل ولم تراعى، إلى ان النشر وبهذه الطريقة الاستفزازية يعد انتهاكا صارخا لنص المادة 20 من الاتفاقية الدولية لعام 1966 الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية بالإضافة إلى القانون الدنماركي الذي ينص في مادته (140) على حماية المشاعر الدينية ضد السخرية وفي مادته (266) على حماية الفئات من الازدراء بسبب دياناتهم وغيرها. أكثر من مليار مسلم يتملكهم الغضب الان من التعرض لنبينا الكريم بهذا الشكل الوقح ولا يقبلون الاساءة إليه بأي شكل من الاشكال فهل تفهم السلطات الدنماركية هذا الأمر وهل تسارع بسحب هذا الكتاب السيئ من الاسواق وهل تحترم عقيدة المسلمين وتراعى عدم المساس برسول الانسانية والهدى والحق والعدل قبل ان يفوت الاوان.