قال الضَمِير المُتَكَلّم: الأسبوع الماضي نقلت الصحف خَبَر اعتداء حَارسي أمن على مدير مستشفى الملك خالد بمدينة حائل؛ حيث ذكرت المصادر الطبية تعرّضه لبعض الكسور. وبالرجوع لوسائل الإعلام خلال الشهور القليلة الماضية سوف نجد قائمة من الاعتداءات المشابهة ومن عناوينها: * رئيس بلدية القريات يتعرض لاعتداء من مجموعة من الأفراد؛ وهو يهمّ بالدخول إلى مكتبه؛ حيث اعتدوا عليه بالضرب، وتم نقله إلى المستشفى على الفور. * ثلاثة من الطلاب يعتدون على مدير ثانوية في جدة، ثم هَشّموا سيارته عقب خروجهم من المدرسة. * مدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل ( بنين ) يتعرّض لمحاولة اعتداء من قبل أحد الموظفين المفصولين سابقاً بسبب احدى القضايا. * اعتداء مدير الشؤون الصحية في منطقة القصيم على حارس أمن داخل مستشفى الملك سعود في محافظة عنيزة. والحوادث في هذا المجال كثيرة؛ فوسائل الإعلام عندنا أصبحت تحتفي بنشر أخبار الجريمة ( مع أن كثيرا من المختصين يؤكد أن نشر الجريمة جريمة)؛ وفي اعتقادي أن الأهم من ذلك مناقشة أسباب هذه الظاهرة وأعني الاعتداءات المتبادلة بين المسؤولين والمواطنين ( مُرَاجِعِين، أو مرؤوسين أو طلابا أو غيرهم )؛ ولماذا أصبحت وسيلةُ معالجة القضايا العالقة والإشكالات بين الطرفين هي الرّكل والضّرب، والرّفس، وتَكْسِير العظام؟! هل السبّب تَسلّط المسؤولين وسطوتهم وغياب الإنصاف في تعاملهم؟ أم فوضوية وعدم وَعْي المواطنين في البحث عن مطالبهم بالطرق النظامية المشروعة؟ هل العلة في قصور اللوائح والأنظمة في حماية حقوق الجانبين؛ وبالتالي أصبح السّلاح هو العِقَال والذِّرَاع؟! أم أن بوصلة التعليل سوف تتجه صوب ضعف العقوبات الرادعة، أو التهاون في تنفيذها؟! كلّ ذلك محتمل؛ ولكن يبرز في الواجهة عدة عوامل لانتشار لغة العنف في المجتمع ( أيِّ مجتمع ) من أهمها: ضِعْف الوازع الديني، وكذلك الظروف الاقتصادية التي تؤثر في سلوك المجتمع وتحوله إلى طبقتين غنية وفقيرة؛ وكل شريحة تَتَحَسّس من الأخرى؛ وأيضاً القصور في الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم. أجزم أن الواقع يفرض وقفة صادقة مع هذه الظاهرة ترصد أسبابها وتضع الحلول لها من الجهات المعنية حتى لا تخرج عن السيطرة وتتحول إلى وَبَاء !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]