في طبعةٍ فنيَّة خاصة مزدوجة الُّلغة (العربية والفرنسية) صدر في القاهرة كتاب «عشر برديات مصرية - تأملات قصصية من وحي التاريخ» للكاتب محمد سلماوي مع لوحات مستوحاة من البرديات العشر بريشة الفنان رضا عبد الرحمن . وجاء الكتاب في شكل مربَّعٍ يتوافق مع اللوحات الداخلية .وكان محمد سلماوي - رئيس اتحاد كُتَّاب مصر والأمين العام لاتحاد الكُتَّاب والأدباء العرب - قد نشر بردياته العشر مسلسلة في جريدة «المصري اليوم» ولاقت إقبالا منقطع النظير من القُرَّاء ، وقد تضمَّن الكتاب الذي صمَّمه وأخرجه الفنان محمد طنطاوي تعليقات القراء من الموقع الإلكتروني للجريدة في سابقةٍ جديدةٍ استعاض بها الناشر محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية ورئيس اتحاد الناشرين المصريين عن المقدمة التقليدية . وتعود أهمية هذا الكتاب ليس فقط لقيمته الأدبية التي امتازت بها أعمال محمد سلماوي ولا للوحات التشكيلية إنما لكونه ينتمي إلى نوعيةٍ أصبحت نادرة في المكتبة العربية وهي الكتاب الأدبي الفني أو ما يُسمَّى ب ال Art Book. الكتاب يقع في مئة وسبعين صفحة نصفها بالعربية ونصفها الآخر باللغة الفرنسية؛ حيث قامت الكاتبة والمترجمة الدكتورة سهير فهمي بترجمة البرديات العشر من العربية إلى الفرنسية . أما لوحاته فهي من خامات متنوعة على قماش وأتت في مقاسات145 × 145 سم و 145 × 120 سم إضافةً إلى تفصيلات من هذه اللوحات. وكان محمد سلماوي قد نشر هذه البرديات العشر. وقد أثارت «البرديات» عند نشرها اهتمامًا كبيرًا بين القراء ، فهناك من وجد فيها تعليقا على الواقع السياسي المعاش ، بينما وجد فيها البعض الآخر إحياءً لمراحل مهمة من تاريخ مصر القديم ، لكن هؤلاء وأولئك توقفوا معًا عند القيمة الإبداعية الكبيرة التي قامت عليها كل «بردية» من برديات محمد سلماوي العشر ، والتي كان العمود الفقري لكل منها هو التاريخ القديم ، الذي يتقارب أو يتباعد مع تاريخنا المعاصر ، لكنها تظل - قبل ذلك وبعده - روايات أدبية بقلم واحدٍ من أهم المبدعين على السَّاحة الأدبية في الوطن العربي .وقد زينت برديات محمد سلماوي بين دفتي هذا الكتاب رسوم الفنان رضا عبد الرحمن ، الذي حوَّل كلمات محمد سلماوي إلى ألوان وأشكال ، تعادل في جمالياتها جماليات النص الأدبي وتقنياته» . يكتب محمد سلماوي في البردية الأولى التي حملت عنوان «ما قاله القمر»: «وفي نهاية الأسرة السادسة كان حاكم مصر فرعونا «عجوزا» هو الملك بيبي الثاني الذي اعتلى العرش بعد وفاة أخيه غير الشقيق مرنرع . لكن بينما لم يدم حكم مرنرع إلا تسع سنوات امتد حكم بيبي الثاني أكثر من تسعين سنة حتى طعن في السن واعتراه الوهن ، فلم يعد يبرح قصره ، وصارت حاشيته تحكم البلاد باسمه بينما هو لا يدري شيئًا عن أحوال الناس» .