أكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان أن العقلاء سوف يلومون أنفسهم، إذا لم يعملوا على استثمار الفرص المتاحة لهم في الجامعة، مطالبًا في الوقت ذاته بعدم الانطواء تحت مظلة الماضي خاصة في ظل الدعم اللامحدود والاهتمام الكبير الذي تلقاه الجامعة من قيادة المملكة. وأشار إلى أن الجامعة لن توظف غير المؤهلين، ولن توظف السعوديين، وستوظف من كان مؤهلًا بغض النظر عن جنسيته ودينه. جاء ذلك في كلمةٍ ألقاها العثمان في ورشةِ عملٍ نظمتها وكالة الجامعة للتخصصات الصحية، وجاءت تحت عنوان: (النظرة المستقبلية للدراسات العليا المشتركة في الكليات الصحية)، حضر فيها عدد من وكلاء الجامعة، وعمداء الكليات الصحية، وطلاب وطالبات الدراسات العليا، وأقيمت بالقاعة الرئيسية لمستشفى الملك خالد الجامعي، صباح أمسٍ الثلاثاء، والتي نوه العثمان فيها بأنها ستعالجُ خللًا كبيرًا جدًا في منظومة التعليم العالي في المملكة. من جانبه أكد وكيل جامعة الملك سعود للتخصصات الصحية الدكتور محمد بن يحيى الشهري، أن الخطة الاستراتيجية للجامعة والتي تم إقرارها، تمثل نقطة تحول مهم في مسار الجامعة. وقال: “لعل أحد أهم ركائزها هو الاهتمام ببرامج الدراسات العليا وتطويرها سواءً فيما يتعلق بأعداد الطلاب، أو في نوعية وكفاءة البرامج، وإذا كانت رسالة الجامعة هي تقديم تعليم مميز وإنتاج بحوث إبداعية تخدم المجتمع وتساهم في بناء اقتصاد المعرفة فإن وقود البحث العلمي وأحد أهم مرتكزاته هم طلاب الدراسات العليا وبرامجها”. وأضاف: لا يمكن للجامعة أن تنطلق إلى العالمية بدون قاعدة صلبة من برامج الدراسات العليا المؤثرة وذات الجودة العالية، ولتحقيق خطة الجامعة الاستراتيجية لا بد من دراسة الواقع الحالي وتاريخ الدراسات العليا في الجامعة، وبالذات فيما يخص القطاع الصحي، ويمكن استنتاج الملاحظات التالية: (1) برامج الزمالات والتي تمثل الجزء الأكبر من أنشطة الدراسات العليا وبالذات كلية الطب وهي برامج على غاية من الأهمية لاحتياجات المملكة ولكنها يجب أن تتغير في مسارها وأهدافها استجابةً لخطة الجامعة الاستراتيجية، فالزمالات بُنيت بشكلٍ أساسيٍ لتحقيقِ هدفٍ واضحٍ متعلقٍ بالقدرات الإكلينيكية، ولم يكن هناك تركيز كافٍ على الجوانب الأكاديمية، والمرحلة القادمة تستدعي تطوير هذه البرامج، بحيث يصبح النشاط البحثي وارتباطها بالشهادة الأكاديمية مثل درجة الماجستير والدكتوراة هو الأساس، فزمالة جامعة الملك سعود يجب أن تختلف عن برامج الزمالات في القطاعات الخدمية وأن يكون الأساس هو تخريج المؤهلين لتحقيق المسار الأكاديمي، وفي ظني أنه في وجود 24 جامعة وما يقرب من 8 جامعات خاصة، فإن مسؤولية الإسهام في بناء المؤهلين للعمل كأعضاء هيئة تدريس مستقبلًا في هذه الجامعات، يقع على جامعة الملك سعود وأمثالها، فطالب الدراسات العليا في جامعة الملك سعود اليوم يجب أن يكون مؤهلًا أكاديميًا وبحثيًا وقيميًا للعمل كعضو هيئة تدريس في الجامعات مستقبلًا”.