ما من مسؤول جديد يعشق الوطن، ومفتونٌ بهاجسه، إلاّ ويؤرّقه هاجس (التقييم) والمراجعة لأدائه في بداية تسلّمه مهامه. ويتّحد الهاجس مع هذا الهاجس، هاجس آخر أكثر إيلامًا، وهو: هل استمع لكل ما يُقال صوتًا وحرفًا؟ الحق يُقال البعض منا يكتب استعراضًا تسيّره العشوائية، والبعض منا يكتب للمشاركة للمسؤول اجتهادًا بما يعلم بعض الشؤون والشجون. رسالتى لمعالى الوزير، اعلم رحمك الله، أن عمل حواء ليس ضرورة اقتصادية، بل هو إصلاح لبعض الاختلال الثقافي والاجتماعي الذي تعاني منه نساؤنا. اعلم أن قوى الممانعة ترصد كل قناة لعمل المرأة، وتحاول صدّها، فقد حاربوا سلفك الدكتور القصيبي، وسيأتيك الخائفون، والناصحون للمرأة وحمايتها، فهم يرفضون ويعدلون، يقدمون ويؤخرون، ويلزمون الدّين بأهوائهم منددين بشروط عمل المرأة تحت الشريعة الإسلامية، وكأن الشريعة الإسلامية يا سيدي لا تطبّق إلاّ في عمل المرأة؟ واعلم، هم مَن يحتسبون ضد كل فكرة في مسار إيجاد فرصة عمل لبناتنا، وهؤلاء بالضبط هم مَن أوصلنا احتسابهم لأن تصل البطالة النسائية إلى 28% ترتفع نسبها مثل البورصة، ومع الأسف لا تنخفض يا معالي الوزير. هؤلاء هم مَن يرتضون لبناتنا المتعلّمات تعليمًا عاليًا يعملن في البسطات، والطرقات، يبعن الكعك والكليجة، بينما بنات العالم الإسلامي من حولنا منتجات، ومبتكرات، ومخترعات. وبعد.. نتوقع منكم تَفْعيل قسم نسائي، يستعرض كافة مشكلات المرأة في العمل في الوزارة، ويستمطر بما ينفعها. نتوقع أن تشارك حواء في المجلس الاستشاري لوزارة العمل، مع أعضاء المجلس، وإعداد التوصيات، ومشروعات الأنظمة الخاصة بالعمل وتعديلها، التي سيحيلها معاليكم إليه. نتوقع تَفْعيل قرارات توظيف القوى العاملة الوطنية، وتوطين الوظائف. أعرف أنه من المبكر جدًا الحديث عن نجاحات مضمونة تفضي إلى تقليص البطالة النسائية. فالطريق لا يزال في بدايته، وهناك تداخلات صعبة، وتعقيدات كثيرة لمجتمعنا. لكن الآمال معقودة عليك يا معالي الوزير، لإعطاء المرأة الفرصة أن تعمل في القطاع الخاص، لتكون منتجة، وتطبّق ما استثمرته من علوم وتطبيقات في حياتها، وما استثمرته الدولة من أموال في تعليمها..