يُحكى أن سيدة كانت تعيسة في حياتها الزوجية، فذهبت إلى مستشار يدّلها على ما تفعله حتى تروّض زوجها، وتسعد معه، فقد زادت معاناتها، واتسّعت الفجوة والمسافة بينهما؛ حتى أصبح مملاً بعيدًا غريبًا عنها.. فطلب إليها المستشار أن تأتي بسبع شعرات من ذقن أسد، فذهبت المرأة للصحراء، ووضعت كمية من اللحم، وقرّبتها من عرين الأسد، ثم انصرفت، وكررت هذا الأمر لعدة أيام حتى ألِفها الأسد، وصار ينتظر مجيئها بالطعام، ويطمئن لوجودها، فكانت تضع اللحم، وتجلس بجواره، حتى يستغرق في النوم آمنًا لصحبتها، وفي أحد الأيام وهو نائم بجانبها، شدّت من ذقنه سبع شعرات برفق، وذهبت بهن إلى العرّاف، فقال لها: انظري كيف استطعت ترويض الأسد المفترس، والذي لا عقل له.. أفلا تقدرين على ترويض زوجك؟! وتلك حكاية على الرغم من أنها معروفة للكثيرين، لكن المغزى فيها كبير.. فكم تحتاج المرأة حقًّا إلى مهارة الترويض، وذكاء الاكتشاف؛ لتعرف أن ثمة مداخل بسيطة لشخصية الرجل (الزوج)، تستطيع من خلالها أن تكسبه صديقًا وفيًّا، وحبيبًا مؤنسًا بدلاً من تحويله إلى مخلوق ممل نكدي أو عدو كاره.. إنها مفاتيح إدارة الاختلاف بين الزوجين بنجاح.. فالسر كلّه بيد المرأة، إذ عليها تقوم أركان قصر السعادة، ونشوة الحب والود والألفة)، وأن دراسة الفوارق بين الزوجين تعطينا الفرصة للتعرّف على أنماط الشخصية والتفكير والسلوك.. وشاهدنا في موضوع اليوم هو الرجل الذي يظل مهما كبر طفلاً صغيرًا تستطيع الزوجة أن تروضه (زوجك على ما عوّدتيه)، لكن بعضهن يفهمن هذا خطأ.. فليس من المطلوب تعويده على السلبية والطاعة العمياء والخضوع.. لأنها ضد سحر شخصية الرجل التي تجذب المرأة، غير أن ثمة توصيات تساعد في تحقيق الترويض للرجل مهما عظم الاختلاف، وكثرت الفوارق بينه وبين المرأة.. * فالرجل يضيق ذرعًا بالانتقاد والتحبيط، والحط من القدر والجهد.. وهذا يحدث حين تسفه المرأة في وجهة نظره، أو تقلل من جهده وتعبه، أو تجردّه من الإيجابيات والعطاء في حياتها.. وهو ما ترتكبه النساء من أخطاء في لحظات الغضب والانفعال. * لذلك كان مهمًّا ذكر إيجابيات الرجل، وبدء أي حوار معه بها والاتّكاء عليها كمدخل لطلب التغيير أو النقد البناء.. فهي تسكر عقل الرجل، وتبعث الثقة في نفسه، فالرجل يحب أن يكون محبوبًا في نظر زوجته، وكبيرًا في عينها، ومؤثرًا في حياتها؛ لأن خوفه الرئيسي في الحياة هو (الفشل)، سواء في العمل، أو البيت، أو المجتمع. * ركزي عند استرعاء انتباه رجلك (زوجك لسلوك أو تصرّف) على القول (أنك لا تقصدين التقليل من شأنه أبدًا.. فهو رائع وعرّجي على الإيجابيات قبل أن تطرحي نقدك). * لا تركزي على السلبية في الوصف وحاولي التركيز على الجانب المشرق الجميل في السلوك الذي تريدينه منه، فبدلاً من أن تقولي له على سبيل المثال (ما هذا الأسلوب المملّ في لبس الشماغ، قولي.. ما رأيك؟ أليس جميلاً أن تضعه هكذا؟ وقومي بتثبيته بنفسك، وسوف ترين الفرق). * ابتعدي عن العزلة والغموض والسكوت، (ليس بي شيء.. لست غاضبة)، وافتحي قلبك لزوجك حتى يفتح قلبه لك، اكسبي ثقته فلا تفشي أسراره، ولا أسرار بيته لا لأهلك، ولا لصاحباتك، أو معارفه، ولا تقللي من شأنه. * امدحيه أمام الآخرين (أهلك وأهله والأصحاب المشتركين)، فهذا التوّجه يعزز الإيجابية عنده، ويجعله يتصرف ويقول كما ذكرت بدلاً من المواجهة النقدية الحادة الغليظة. * تذكري أن الرجل يريدك في صورة المرأة الرقيقة الداعمة، وتستفزه صورتك الناقمة التي ترفعين فيها الصوت فتتغير ملامحك إلى صورة لا يريدها، وسوف تختزن في داخله مع الزمن، فيحصل معها النفور والهروب ثم الكُره. * ركّزي على العبارات الجميلة، واللمسات الناعمة الحانية الخاطفة، فالرجل كما قلت لك طفل كبير، يحن إلى ذلك، وسوف تجدينه يخضع لك، ويرتمي في أحضانك إذا أحسنت التعامل معه، وروّضت عصبيته وهروبه.. وعدم اهتمامه ولا مبالاته.. * امدحي شكله وعطره.. واذكري جهوده لإسعادك وصغارك.. وخففي من ثورات غضبك، ولا تجعليه يشعر أن ثمة مَن هو أفضل منه في أهلك أو أصدقائك أو معارفك، وانتبهي لتعاملك مع الآخرين أمامه؛ لأنه يقارن ذلك مع ما يلقاه منك، فأنت حينئذٍ تستفزينه.. كوني داعمة إيجابية فاعلة، وجرّبي هذا التوّجه بديلاً عن النقد السلبي والإحباط والتقليل من الجهد، ومقارنته بالآخرين، أو مدحهم وذمّه.. إنها مفاتيح ترويض الزوج. تلك النصائح ركزت فيها على المرأة لأني أعلم أن بيدها مفتاح السعادة في البيت، ونجاح الرجل خارجه. دوحة الشعر: إني أريدك يا حياتي شمعة كيما تضيء مسالك الإظلام غضّي بطرفك في سماحة منصف إن التوّهم آفة الإحكام