قال الضَمِير المُتَكَلّم : ( الوطن ) ليس تضاريس مكانية أو زمانية وليس بَحْرا أو قَفْرا أو شجرا؛ بل هو علاقة عاطفة وانتماء بين الإنسان والمكان؛ علاقة حب خالد رباني جذوره مغروسة في القلوب؛ والاحتفال بعيده الوطني سلوك عالمي؛ وعندنا للاحتفال باليوم الوطني مظاهر متعددة ومتنوعة؛ فتعالوا نعيش ملامحها بين مسؤولين : ( 1 ) المسؤول الأول: يعتقد أن اليوم الوطني ( مجَرّد اجترار للماضي، دون معايشةٍ للواقع، أو تخطيط وتطوير؛ ولذا تَعَوّد في هذه المناسبة أن يجتمع قبلها بموظفيه للإعداد لها بطريقته الروتينية المكررة والتي تشتمل على: ( تصريح إعلامي مسجوع العبارات، مكرر الفقرات - وغالباً هو تصريح العام الماضي - ولكن مع صورة حلوة حديثة لسعادة المسؤول يتبعها، ويتخللها أعلام ولوحات داخل الإدارة، مع شَوّية إعلانات، وبعض المسابقات ) وبذلك تكون اكتملت الاستعدادات عنده لليوم الوطني، وما فات مات، وكل ما هو آت ٍآت !! ( 2 ) * وأما المسؤول الثاني: فكان حريصاً على تَذكّر الماضي، ولكن ليس تمجيداً له بكلمات جوفاء مفرغة من العاطفة؛ بل للانطلاق منه إلى الأفضل منه؛ ولذلك فهذا المسؤول الطيب يحاول أن يستغل ( اليوم الوطني ) في مساعدة المواطن المسكين لِيَتحَقِّقَ له ولأسرته الاكتفاء الذاتي من متطلبات الحياة . * هذا المسؤول الطيب يجعل من اليوم الوطني احتفالاً ب ( توفير سرير لكل مريض، وبيت لكل فقير، ومقعد جامعي لكل طالب، ودخل ثابت لكل عاطل ) . * ذلك المسؤول الطيب يستغل اليوم الوطني في فتح أبواب مكتبه وإدارته للمواطنين والمراجعين والموظفين، وتطَبيق العدالة في الإدارة، وإلغاء الواسطة وجميع حروفها . * المسؤول هنا يؤمن بأن صدقه في أداء رسالته في إدارته، وشفافيته في العقود والمشروعات، ودقته في التنفيذ أجمل هَدية وأرقُّ عيدية يقدمها للوطن في ذكرى يوم توحيده ! (3 ) يا سادة يا كرام بعد تهنئتكم بيوم الوطن؛ إليكم هذا السؤال الذي مكافأته ( حَاشِي على المَاشِي ) ولاستلامه يمكن التواصل مع أحد مهرجانات ( مُزاين الأبل )، ( السؤال : أيهما أكثر تواجداً في الإدارات الحكومية المسؤول الأول أم الثاني ؟! وقبل الختام نبضات القلب تُرَدّد : كل عام يا وطني وأنت بخير وفي أمن وأمان، وما زال لمجدك بقية . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .