• في الصفحة التاسعة بعدد صحيفة الرسالة الصادرة عن مؤسسة المدينةالمنورة للصحافة والنشر بتاريخ يوم الجمعة 17 رمضان 1431ه، أعلن الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن: “الصلاة الوسطى هي، الفجر”.. وذكر الدكتور النجار: “أن يوم المسلم يبدأ مع الغروب وينتهي عند الغروب الثاني ولذلك فإن أول صلاة يؤديها المسلم هي صلاة المغرب والثانية هي صلاة العشاء والثالثة هي صلاة الفجر وهي الصلاة الوسطى”. • وأنا لن أتدخل في هذا التخريج الذي ساقه أو قدمه الدكتور زغلول ومنه وفيه قدّر بحساباته أن يوم المسلم يبدأ مع الغروب، ومنطقيًا وواقعيًا أن اليوم لا يبدأ مع الغروب، فاليوم هو النهار.. والقرآن فيه: “ولا الليل سابق النهار”، وعلى ذلك فلا النهار سابق الليل.. واليوم في حياة الناس، بعيدًا عن الحسابات الفلكية وأضرابها، أن اليوم بمسماه الواقعي يبدأ بعد صلاة الفجر وانبلاج ضوء النهار.. وإذا كان “اليوم” كما قال الكاتب يبدأ مع غروب الشمس فإنه مساء أو ليل!. • وأدع الحسابات التي ساقها الدكتور زغلول النجار، وأجنح إلى تفسير الكتاب العزيز الذي قدمه الأستاذ محمد علي الصابوني في “مختصر التفسير”، فنقرأ في المجلد الأول في صفحة “218”: كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: “الصلاة في وقتها”، قلت: ثم أي؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”، قلت: ثم أي؟ قال: “بر الوالدين”، وفي الحديث: “إن أحب الأعمال على الله تعجيل الصلاة لأول وقتها”، رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وخص تعالى من بينها بمزيد التأكيد “الصلاة الوسطى”، وقد اختلف السلف والخلف فيها أي صلاة هي؟ فقيل “الصبح” حكاه مالك لما روى عن ابن عباس أنه صلى الغداة في مسجد البصرة فقنت قبل الركوع وقال: هذه الصلاة الوسطى التي ذكرها الله تعالى في كتابه”.. ونعرّج على الآتي في تفسير الشيخ الصابوني: قال الإمام أحمد بسنده عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: “شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارًا” ثم صلاها بين العشائين المغرب والعشاء”، هذا الحديث رواه أحمد وأخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي.. ويؤكد ذلك الأمر بالمحافظة عليها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِرَ أهله وماله”. • إذًا فإن ما ذهب إليه الدكتور زغلول النجار باجتهاده لا يعوّل عليه، لأن الحديث النبوي الشريف مرجعية لا يعتد بغيرها أبدًا من أقوال أحد. وصدق إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله: “كل كلام يؤخذ منه ويرد عليه إلا كلام صاحب هذا القبر” صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين.