ماذا يعني 80 عامًا من رسوخ الكيان، وثبات النظام، واستقرار المجتمع، وحفظ التوازن في معادلة الأصالة والمعاصرة التي ميّزت المعادلة السعودية في التطوير والنهوض في إطار وطن أصبحت تجربته في الوحدة والبناء والنماء مضرب الأمثال؟ وماذا يعني أن تفوق إنجازات هذا الكيان الشامخ منذ أن تم توحيده قبل ثمانية عقود على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- الحلم السعودي، عندما انتقل ولاء المواطن من القبيلة إلى الدولة، وعندما انتقل الكيان من مرحلة بناء الصروح العلمية والاقتصادية والصناعية والطبية الضخمة إلى مرحلة توطين التقنية والانطلاق إلى آفاق الدول المتقدمة، وعندما أصبح يشار إليه بالبنان، بعد أن شرّفه الله بخدمة الحرمين الشريفين، وحجاج بيت الله الحرام، مكرسًا كافة جهوده وإمكاناته لتوفير الراحة والأمن والأمان للحجيج والزوار والمعتمرين، وبعد أن تخطت عطاءاته ومبادراته وجهوده في الإصلاح والحوار، وإغاثة المتضررين، ومكافحة الإرهاب حدوده؛ لتشمل العالم كله، وأيضًا بعد أن تبوأ، من خلال دعمه لقضايا أمته ومناصرته القضايا العادلة على مستوى العالم، ومبادراته الخيرة لإقرار الأمن والسلام في المنطقة، وتشجيع الحوار بين الحضارات والمذاهب والأديان كوسيلة فاعلة لبناء جسور المحبة والتسامح والاعتدال، هذه المكانة المتميزة في مجتمعه الدولي، وبما أهّله كي يكون مملكة الإنسانية بجدارة وامتياز . يعني ذلك كله ببساطة، ودون أدنى شك أو مبالغة، أننا أمام كيان عتيد، تأسس على ركائز متينة، وأننا أمام وطن فريد، اضطلع برسالة أخلاقية وحضارية وإنسانية، استمد مضمونها من مبادئ الدِّين الإسلامي الحنيف تجاه شعبه وأمته، والعالم أجمع، وظل يضطلع بمسؤولية هذه الرسالة السامية جيلاً بعد جيل. ويعني أيضًا أنه اكتسب شرعيته من خلال ولاء المواطن ضمن معنى متكامل لمفهوم المواطنة في معادلة العطاء المتبادل، وفي إطار الوطن الموحد الذي رسم القائد المؤسس خريطة مسيرته نحو المستقبل على أسس عقدية ثابتة، مستمدة من القرآن الكريم، والسنّة النبوية المطهرة. لعل الإنجاز الأكبر الذي تحقق للوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- هذه السيمفونية الرائعة من التناغم بين القيادة والشعب التي أعطت للوحدة الوطنية أحلى المعاني، وأعمق المشاعر.