اختصر صديقنا الكاتب الصحفي أحمد محمد محمود وقت كثير من القارئين، الكسالى منهم والناشطين وذلك في مشروعه الثقافي المتمثل في سلسلة من الكتب سماها «جمهرة الرحلات» حشد فيها عدداً من رحلات الحج، دونها في عقود مختلفة علماء ومشاهير وعامة من العرب والأجانب صدر منها حتى الآن أربعة مجلدات ضمت أشهر الكتب، عرضها ملخصة بعناية فائقة، بينها ما لم يسمع بها كثير من القراء، وبعضها مما يستحيل على قارئ العثور عليها في المكتبات ومنها مطولات لا يقدر عليها القارئ العجل. وقد بدأ هذه المجموعة بمقدمة يقول فيها: (من سنن الله على خلائقه أن جعل الرحلات والترحال سنة من سنن كونه، فمنها ما هو هجرات بشرية عمرت نواحي الأرض، ومنها ما هو رحلات للأنبياء لنشر دين الله والدعوة إليه، ومنها ما هو رحلات لمنافع الأفراد والجماعات ومن أشهرها رحلة الشتاء والصيف، ومنها رحلات تلبية لأداء واجبات دينية كالحج إلى يبت الله الحرام، وقدم لكل كتاب سيرة صاحبه مما يسهل على القارئ الذي يجهل حياة المؤلف أن يعيش وقته ومناخه. وقال لي صديقي أحمد محمود وهو يتحدث عن مشروعه، هذا جزء مما أدخره من كتب الرحلات، للمملكة العربية السعودية فيها نصيب كبير، وجميعها تعكس صورة الحياة والناس في أزمان مختلفة. كيف كانت الجزيرة العربية وكيف أصبحت، بعد أن اندمجت أقاليمها في وحدة تعد اليوم نموذجاً. والمجال لا يتسع، ولكن القارئ لهذه المجموعة سوف يجد متعة في صحبة الذين جابوا هذه المنطقة في العصر القديم والعصر الحديث.. متعة مع ابن جبير الأندلسي في رحلته الشهيرة، ومتعة مع بيركهارت وريتشارد بيرتون ومحمد أسد ومحمد حسين هيكل وعباس محمود العقاد، ورحالة من أجناس مختلفة، كتبوا عن هذه الديار، مما يجعل هذه المجموعة المختصرة تدخل في عداد الموسوعات.