تزايدت المخاوف أمس ازاء احتمال حصول اعمال ترهيب وتزوير في الانتخابات التشريعية الافغانية التي جرت السبت الماضي في وقت أشارت فيه اتهامات الى تسجيل تجاوزات في انحاء مختلفة في افغانستان، فيما قال وحيد عمر المتحدث باسم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس: إن الوقت ما زال مبكرا للحكم على تلك الانتخابات. يأتي ذلك فيما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان القوات البريطانية سلّمت ليلا الامريكيين السيطرة على سانغين معقل طالبان ومسرح المعارك الدامية في ولاية هلمند جنوبافغانستان. وأدلى ملايين الافغان السبت الماضي باصواتهم في ثاني انتخابات برلمانية منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد في 2001 وأطاح بنظام طالبان، وسط تهديدات وهجمات من المتمردين. ومع البدء في فرز الاصوات وتوقعات بظهور اول نتائج غدا الاربعاء، تعكف لجنة الشكاوى الانتخابية على جمع تقارير عن حصول مخالفات تمهيدا للمصادقة على النتائج النهائية بحلول 31 اكتوبر. وقال نادر نادري رئيس المؤسسة الافغانية للانتخابات الحرة والنزيهة والمؤلفة من مجموعة مستقلة من مراقبي الانتخابات الافغانية ان مؤسسته ستدعو الى الغاء اية اصوات مشتبه بها. وتسلمت المؤسسة مجموعة من الشكاوى عن تأخر فتح مراكز اقتراع وعمليات ترهيب وناخبين لا يحق لهم الانتخاب واساءة استخدام بطاقات تسجيل وعمليات تصويت بالنيابة عن آخرين وسوء نوعية الحبر ونقص في بطاقات الانتخاب، حسب نادري. وقال نادري : إن "المضايقات كانت واحدة من اهم القضايا التي تقلقنا". واضاف: "في بعض الولايات رأينا ان مستوى اعمال الترهيب أثر على قرار الناخبين في تلك المناطق ويجب النظر في تلك المسألة بدقة". إلى ذلك، قال وزير الدفاع ليام فوكس في بيان ان "القوات البريطانية أدت الخدمة في سانغين على مدى السنوات الاربع الماضية وهي فخورة بالعمل الذي انجزته في احدى اصعب المناطق في افغانستان". وبحسب هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) فان 106 جنود بريطانيين قتلوا في منطقة سانغين، اي ثلث العسكريين الذين سقطوا في هذا البلد. وقام حوالى اربعين عنصرا بريطانيا يتمركزون في سانغين بنقل السلطات الى القوات الامريكية. وسيعاد نشر هؤلاء الجنود للتركيز على الجهد في ولاية هلمند الى جانب القوات الافغانية كما أوضحت وزارة الدفاع. واعادة الانتشار هذه جاءت نتيجة مشاورات داخل ايساف القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في افغانستان التي تعد حوالى 140 ألف عنصر بينهم 9500 بريطاني. وينتشر حاليا 30 ألف عنصر من القوة الدولية في ولاية هلمند. وفي وسط الولاية ينتشر الجنود البريطانيون في منطقة تغطي 32% من السكان (388 ألف نسمة). وحاول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون منذ وصوله الى السلطة في مايو تعزيز دعم الرأي العام للتدخل البريطاني في افغانستان مع الحرص على طرح جدول زمني تقريبي للانسحاب.