نشرت جريدة المدينة يوم 13/9/1431ه كاريكاتيراً للمبدع علي الغامدي على صفحتها الأخيرة، صور فيه ممثلاً سورياً يظهر في البرامج الترفيهية أو الشعبية في أناقة تمثل المظهر الشعبي الشامي وقبله صور لثلاثة ممثلين سعوديين في مشاهد لو ظهرت في غير البرامج السعودية لقيل إنه إعلام موجه نحو تسفيه المواطن، وبين الصورتين: الرائعة والساذجة وقف مواطن يوجه كلامه للممثل السوري مشيراً إلى الممثلين السعوديين قائلاً: «طلبتك يا عقيد أبوشهاب! تكفى يا (أبضاي) شف لنا حل مع المنتجين والممثلين اللي هزوا شخصيتي! ويتعمدون دائماً إظهاري في صورة الإنسان الساذج». أما أن تلك البرامج تهز شخصية المواطن فهي مبالغة فنية لأن تلك الصور الساذجة أساساً صور خيالية لا وجود لها بين السعوديين مثل الصور الخيالية التي تخيلتها هوليود لقدماء العرب وقلدهم فيها المنتجون تقليد المغلوب للغالب، وأما أن تلك البرامج أظهرت المواطن بصورة الإنسان الساذج فهذه حقيقة، ولو صدرت من إعلام آخر فيه كراهية لما كان في الأمر غرابة، أما أن تُنتج من منتج سعودي ويمثلها سعودي، فهذا الشيء الغريب، حتى لو كان الدافع الكسب المادي، فهل رَخُصت صورة المواطن، أم تحتاج إلى حماية..؟! هل شعر السعودي هو ذلك الشعر الأشعث الأغبر المجعد الذي تعلوه طاقية تبدو كنقطة في شجرة شوكية..؟! وهل أنفه بتلك الصورة البشعة طولاً أو عرضاً..؟ وهل ثيابه أسمال ممزقة..؟! ولماذا إذا كان الدور لغير سعودي يكون لباسه حسناً ولفظه حسناً..؟! المسلسلات السورية تُظهر الممثل ممثلاً لصورة المواطن في لبسه ولفظه، وتُظهر المنزل السوري في أحسن ديكور بحيث يكوّن المشاهد صورة عن الموروث الشعبي السوري، فلماذا برامج رمضان اعتادت أن تشوه صورة المواطن في مظهره، وفي كلامه، بل تمادت أكثر من ذلك فسخرت من بعض المناطق، ومن بعض اللهجات الوطنية، بل أظهرت أحياناً أن المواطن كأنه يعيش قبل قرون حين يقطع الكعكة تمزيقاً مقززاً بأصابعه، فهل هذا سخرية أو تسطيح أو هزء بالمواطن..؟! لو كان المواطن بهذه السطحية وبتلك السذاجة، وبتلك الصورة الهابطة في ألفاظه لكان للمنتج والمخرج والممثل العذر، أمَّا ألَّا نجد تسلية إلا بالسخرية من المواطن فهذا ما يحتاج لقرار يوقف هذا الاعتداء على مواطنة المواطن وإرثه وفلكلوره، فالفن له رسالة توعية وتثقيف وتسلية دون مساس بقيمة المواطن إلا إذا كانت هذه الصور الساذجة لشعب آخر لا نعرفه ولا يعرفنا، يعيش هناك في عالم غريب وراء جزر الغرائب أو مجاهل الصحراء..! فاكس: 012311053 [email protected]