أعتقد أن ردود الفعل القوية التي صدرت من شتّى أنحاء العالم على الدعوة الحمقاء للقس الأمريكي تيري جونز قد أغنت المراجع الإسلامية عن الخوض في هذا «النجس» الذي خرج من فم هذا المهرّج، الذي اتفق كثيرون بأن لا يستحق الردود العاقلة؛ لأن العقلاء يعرفون أن دين الله فوق كل شيء، وأن كتاب الله أنزله بالحق، وهو خير حافظ له. وإذا كان هذا المهرّج قد ساق بعض الأسباب التي جعلته يقرر حرق القرآن؛ فإن أهمها كان خشيته من انتشار الإسلام وطغيانه على الديانات الأخرى، وهي حقيقة يدركها هذا القس، ويعرفها الكثير من أمثاله. لذا فإن كان هو قد تراجع عن حرق القرآن، فقد دخلت كنيسة أمريكية جديدة إلى «موضة» حرق القرآن، وأعلنت أنها ستشعل النار بنسخ من الكتاب الكريم جمعتها للحرق في فناء مقرها الواقع بأرياف مدينة توبيكا في ولاية كنساس الأمريكية؟ إنه الإسلام.. هو باختصار ما يخشاه هؤلاء. وهم يدركون أنه بالرغم من ضعف المسلمين، وقلة حيلتهم فإن ما يمثله دينهم من عوامل توحيد للأمة الإسلامية يمكن أن يغيّر كل شيء، ويتحول هذا الضعف والكمون إلى قوة يمكن أن تعيد للأمة الإسلامية عزّها ومجدها التليد. لذا فلن نسلم من تكرر مثل هذا السخف، وخروج مجنون هنا وهناك يحاول الإساءة إلى الإسلام. (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) الآية 8 الصف.