شكلت المباني الحديثة المهملة بالمدينة المنورة مرتعا خصبا للمخالفين للأنظمة لاتخاذهم لها مأوى بعيدا عن أنظار الجهات الأمنية، أيضا أصبحت مسرحا للجريمة، وبيئة خصبة لنشر الفساد وطريقا سهلا للسرقة ومرتعًا للمراهقين. وذلك بعد أن حولها أصحابها إلى مستودعات للتخزين مفتحة الأبواب والمداخل، مما أصاب المجاورين لها بالرعب والخوف على أبنائهم. والمباني تحت الإنشاء التي تركها أصحابها لفترات طويلة جدًا بدون أي أعمال إضافية لها أو حتى إقفالها لا نعلم عن أخبارها سوى بعض الروايات لتوقفها منها: اختلاف الورثة أو ارتفاع أسعار مواد البناء وهذه الأسباب أو غيرها لا تغني عن إقفالها من أصحابها حتى لا تسبب الضرر للآخرين. وقامت “المدينة” بجولة على بعض الأحياء التي لا تخلو بعضها تقريبًا من وجود هذه المباني التي حدث فيها الكثير من المشكلات بحكم إهمالها أو عدم تصحيح وضعها، سلطت الضوء على هذه المباني وناقشت الوضع مع بعض المواطنين والجهات المعنية. يقول أحد المواطنين (فضل عدم ذكر اسمه): حدثت مشكلة بيني وبين ابني المراهق الذي ولى هاربًا من المنزل لجهة لا أعلمها، ويضيف: وبعد 3 ساعات من البحث عنه وجدته مختبئًا في مبنى تحت الإنشاء يقع خلف منزلي، مفتوح من جميع الجوانب ومهجور منذ مدة طويلة، ولا نعلم من هو صاحب المبنى، متسائلا: ماذا لو حصل مكروه لابنى وهو في هذه المبنى أو صادف وقتها أحد الهاربين من المجرمين. في حين يؤكد المواطن صلاح الردادي أن منزله تعرض للسرقة بسبب مبنى مهمل بجوار منزله: إذ تسلق أحد الأشخاص هذا المنزل المهجور وتمت سرقة منزلي من خلاله، ويقول: يوجد بجوارنا منزل يتم إشغاله لبعض الأوقات فقط ويظل خاليًا لفترات طويلة من السنة. مشيرًا إلى أن هذه المنازل لا بد من وضع حلول لها أو متابعة وضعها حتى لا يتضرر المجاورون لها وتكون خطرًا على الأهالي وخاصة أوقات الصباح حيث يكون أصحاب المنازل في أعمالهم ويتواجد في البيت النساء والأطفال. مضيفا: في الحرة الشرقية أمام ثانوية الأنصار يوجد مبنى طاله الإهمال والهجران، حيث ظل سنوات طويلة صامدًا مفتوح الجوانب أمام المخالفين وتجمع المراهقين لا نعلم كم من المشكلات حصلت بسببه ظل كذلك حتى تم إقفاله بسياج حديدي لا يغني شيئًا لمن أراد استغلاله في أمور الشر وتحويله لنشر الفساد والتربص للآخرين. وذكر أبو نواف: توجد في إسكان الخالدية فيلا مهجورة أبوابها مفتوحة طوال الوقت أمام الجميع ودائمًا ما تثير الرعب في نفوس الجيران وتبدو مخيفة، لا سيما عندما يسدل الليل أستاره ويضيف: تبدو هذه الفيلا موحشة وتشكل مصدر قلق وخطر دائمين للجيران وللحي بأكمله، محذرًا من أن يتم استخدامها أوكارًا للمنحرفين والمخالفين لأنظمة الدولة من عمالة سائبة وغيرهم ممن يجدون أنفسهم داخلها بمنأى عن الجهات الرقابية والأمنية لارتباطها بالعديد من الخرافات. فضلا عن ترك أبوابها مفتوحة طوال الوقت مما يشكل خطرًا إضافيًا على الأطفال الذين يلعبون بالقرب منها أو يدخلون إليها أحيانًا. وأبدى المواطن ماجد علي انزعاجه من منزل يقع في حيهم وقال إنه سبب هاجسا وخوفا لأهالي الحي وخاصة للأطفال الذين يلعبون بجوار هذه العقارات التي تكون مفتوحة الأبواب والنوافذ. وأشار إلى أنه إضافة إلى ذلك تأتي مشاكلها الصحية فهي منبع خصب للقوارض والبعوض والحشرات. إلا أن كثرة هذه الدور المهجورة وقفت عائقا دون القضاء عليها. وتعتبر هذه المنازل المهجورة مرتعا خصبا لنماء الجريمة بجميع أشكالها. حيث يجدون أنفسهم داخلها بمنأى عن الجهات الرقابية والأمنية، وهنا يأتي دور الجهات ذات الاختصاص بحل فوري وعاجل ولو بإجبار أصحاب تلك الدور على إغلاقها أو هدمها. من جانبه أوضح الدكتور محمد أنور البكري عضو المجلس البلدي بالمدينة المنورة أن هذه المباني تشكل خطرًا على القاطنين بجوارها وهو موضوع هام وخطير لا بد من دراسة مسبباته ووضع الحلول لتصحيح وضعها وخاصة للمباني التي تجاوز وضعها بهذا الشكل لسنوات طويلة.