أحاديث سعد العتيبي عرفت الصديق الأستاذ سعد بن عايض العتيبي قبل نحو عشرين عامًا، حينما كنت أشرف على الصفحات الثقافية بجريدة المسائية، وكان يوافيني ببعض المقالات الأدبية. وحين توقفت المسائية عام 1422ه نقل العتيبي نشاطه الكتابي والصحفي إلى المجلة العربية، وإلى الجزيرة، وإلى مطبوعات أخرى، فأجرى عشرات الحوارات المتنوعة مع أعلام الأدب والصحافة في المملكة والعالم العربي، مستندًا إلى ثقافة جيّدة ومتابعة حثيثة لمعظم الإصدارات الحديثة والقديمة، ممّا مكّنه من أن يخرج بأعمال تتسم بالعمق في استنطاق الضيوف ومحاورتهم. وقد بدا له بتشجيع من عدد من أصدقائه ومحبيه أن ينتقي عددًا من هذه الحوارات ويخرجها في كتاب توثيقي، وهو ما تم بالفعل، حينما دفع إلى المطبعة بالكتاب وصدر في عام 1429ه/2008م بتقديم من الأستاذ خليل الفزيع رئيس تحرير جريدة اليوم الأسبق والكاتب المعروف، وجاء الكتاب في مئتين وأربعين صفحة من القطع دون المتوسط، وحمل عنوان “أحاديث أدبية”، وضم خمسة عشر حوارًا صحفيًّا، منها ثمانية مع كتّاب وصحافيين سعوديين، والبقية مع كتّاب وصحفيين عرب، ومن أبرز الأسماء في القسمين: عبدالكريم الجهيمان، وعمران العمران، وعبدالسلام العجيلي، ووديع فلسطين. وقد حرص العتيبي أشد الحرص على توثيق حواراته بإثبات المصدر الذي نشر فيه الحوار مع رقم العدد والتاريخ؛ ممّا يعطي قيمة للكتاب ويقدم خدمة للباحثين الذين يرغبون العودة إلى المصادر. وليس لي من ملحوظات على الكتاب باستثناء العنوان، فكلمة “أحاديث” قد توحي للقارئ بأن مادة الكتاب مجموعة مقالات، وكلمة “أدبية” قد لا تصدق على مادة الكتاب في الجملة؛ لأن بعض الحوارات كانت المادة في أغلبها تتجه إلى هموم الصحافة ومتاعبها، وبخاصة في فترة صحافة الأفراد (1343- 1383ه)؛ ولذلك أرى أن العنوان الأدق المناسب لمادة الكتاب “حوارات صحفية”، أو «هموم صحفية وأدبية» مع عنوان فرعي مثل: حوارات مع 15 أديبًا وصحفيًّا من المملكة والعالم العربي. ونظرًا لما تشكله مادة الكتاب من أهمية، وبخاصة أن بعضًا من الشخصيات انتقلت إلى رحمة الله، فإنني أود أن يواصل الأستاذ سعد العتيبي عمله التوثيقي هذا بجمع حوارات أخرى، ويمكن أن يجعل حوارات السعوديين في كتاب، والعرب في كتاب آخر مستقل. [email protected]